57- وصيَّتي بصنع المعروف للناس:

ورد في الحديث الشريف (خير الناس من نفع الناس)
فلو كان شخص فاسقاً يعين الضعفاء, ويقضي حوائج الناس فهو خير عند الله من مؤمن متعبد لئيم شحيح, لا يقضي حوائج الناس، وورد عن النبي (ص) (أن امرأة دخلت النار في هرّة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها). (ودخلت مومس الجنّة في كلبة أمالت إليها الإناء فسقتها). والمومس هي المرأة التي تمتهن الزنا وورد أيضاً (لكل كبد حرَّى أجر) فإن في القرآن الكريم لا تخلو آية ذكر فيها الإيمان إلا ذكر معه العمل الصالح, وليس العمل الصالح أن يكثر الرجل صلاته وصيامه فقط لأن هذا ليس هو الغاية، ولذا قال الإمام الصادق (ع) (لا تنظروا إلى كثرة صلاة الرجل وصيامه فإنه شيء أدمن عليه يستوحش له لو تركه, وإنما انظروا إلى معاملته مع الناس). (الدين المعاملة).
ويكفيك هذا الحديث (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفياً تطفئ غضب الرب وصلة الرحم زيادة في العمر وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف). نهج الفصاحة (ح847).
لمّا أكمل إبراهيم (ع) بناء الكعبة بمساعدة ولده إسماعيل, فرح لإنجاز العمل المقدس فأوحى الله إليه (يا إبراهيم هل أطعمت جائعاً أم كسوت عرياناً أو قضيت حاجة لإنسان؟!)
وإن الإمام موسى الكاظم (ع) أمر علي بن يقظين أن يكون وزيراً لهارون وقال: اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثة, اضمن لي أن تقضي حوائج المؤمنين, وأنا أضمن لك أن لا يعلوك سقف سجن ولا يدخل الفقر بيتك ولا يعلوك سيف الجزار).
وعن النبي (ص) (السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنّة بعيد عن النار والبخيل بعيد من الله بعيد عن الناس بعيد من الجنّة قريب من النار والجاهل السخي أحب إلى الله من عالم بخيل) 1752 نهج الفصاحة.
(السخاء شجرة من أشجار الجنّة أغصانها متدليّات في الدنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنّة والبخل شجرة من أشجار النار أغصانها متدليّات في الدنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار) 1754. (السخي إنما يجود بحسن الظن بالله والبخيل إنما يبخل بسوء الظن بالله) 1755. وعنه 4 (دخلت الجنّة فرأيت على بابها: الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر قال: لأن الصدقة تقع في يد الغني والفقير والقرض لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه) 1548.
وعنه (الراحمون يرحمهم الرحمان تبارك وتعالى, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)167. وعنه (أن الله تعالى يقول يوم القيامة يا بن آدم مرضت فلم تُعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين!
قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني؟ قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي) ح767.
وأخيراً إذا كنت غير قادر فعليك بالحديث (الدال على الخير كفاعله والله يحب إغاثة اللهفان) 1574.