61- وصيَّتي عدم الإسراف بشيء من الوقت وغيره:

إن في يوم القيامة يُسأل الإنسان ويعاقب أشد العقاب فيما لو أسرف في أي شيء في حياته الدنيا، وتشتد حسرته وأسفه وغمه بقدر أهمية ما أسرف فيه فمن أسرف بيوم كامل من عمره بدون أن ينفع فيه نفسه والآخرين فإن حسرته أشد وأكثر ممن أسرف بساعة ومن أسرف ساعة يندم ويتحسر بأشد ممن أسرف بنصف ساعة، حتّى لقد ورد بأن من فوَّت لحظة من وقته لم يعمل فيها بذكر الله ولا بشيء آخر لتكون حسرة عليه يوم القيامة فبالله عليك فما هو مصير الكسالى والخاملين والغافلين الذين يقضون السنين والشهور والأيام وهم خاملون عاطلون عن العمل وعن العبادة وعن خدمة أنفسهم والناس أو يسرفون أوقاتهم في ليل أو نهار بألعاب سخيفة أو سهرات فاسقة وعلاقات مشبوهة، ويهدرون أعمارهم بالنزهات والمهازل؟! ألا ويلهم يوم الحساب، وهنيئاً لمن استغل كل عمره فيما ينفعه وينفع الناس وبالذكر والقرآن والعبادة وعمل الخير, ودرَّب أولاده والآخرين على ذلك ((إن الله يجزي المحسنين)).
وقال تعالى ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى (124) قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (125) قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى (126) وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى ((127)) طه.