كيفية نزع الروح:

إن كيفية وعوارض نزع الروح مختلفة كثيراً من إنسان لآخر بقدر كثرة صلاح الصالحين وفساد المفسدين وعادات المحسنين والسيئين.
وإني لم أحص كل تلك الأحوال ولا أحصاها غيري ولا ورد كتاب محصٍ لكل ذلك، ولكني سأفرض بعض الطرق وأروي بعض الآيات والروايات فمجمل ما ورد وسمعنا ما يلي:
إن نزع روح المؤمن الصالح مثل خلع الإنسان ثيابه وذلك أنه يرى نفسه مريضاً وعكاً فيدخل عليه شخص أو أكثر متشبهين بأصدقائه يسلمون عليه ويزعمون أنهم يمسحون موضع الأوجاع من بدنه ويبدؤون بمسح الرجل ثم يسألونه هل ذهب الوجع يقول بلى فيرتفعون شيئاً فشيئاً وهو يفرح بذهاب أوجاع أعضائه حتى يسحبوا الروح ويخرجوها من فمه فيراه الجالس قد بجنبه غص بريقه فمات، أو من أنفه فيراه قد عطس ومات، أو من عينه فيراه قد طرفت عينه حتى كادت أن تنقلع فمات، ثم يرى نفسه قد خلع تلك الثياب وأنه انطوى كالكرة بيد صديقه القادم سالماً مسلماً، ثم يرى أن أولاده ومحبيه يأتون إليه ويبكون على ثيابه التي نزعها، فيتعجب كثيراً ويصيح فيهم فلا يسمعوه، ثم يهتمون بهذه الثياب وينقلونها إلى المغتسل فيغسلوها ويطيبوها وحين يدفنونها يلقونه معها فيصيح فيهم يا فلان يا فلان أنا أبوك أنا أخوك فيأتي إليه منكر ونكير ويطيبان خاطره وحينئذ يعلم بأنه ميت ومفارق للحياة الدنيا فيسألانه ويشجعه أمير المؤمنين(ع) للجواب فيجيب بما يسألانه عن ربه وعن نبيه وأئمته وبقية عقيدته وأعماله الصالحة والسيئة، ثم يقال له نم نومة العروس ويفتح له باب إلى الجنة ويقال له هذا قصرك إذا أكملت الحساب فهو يتوسل بالله لتعجيل الحساب حتى ينتقل إلى الجنة، وعن الإمام الصادق(ع) أن الميت المؤمن حين يدخل في قبره تدمع عيناه لأنه يرى أمير المؤمنين(ع) ورسول الله وبعض المعصومين عليهم السلام فيفرح بلقائهم، وثبت لدنيا أن أمير المؤمنين(ع) يراه المؤمن فيفرح حين الموت ويراه المنافق فيحزن ويزيد في عذابه وكربه.
ومن ذلك ما ورد من أشعار أمير المؤمنين(ع):

يا حار همدان من يمت يرني                   من مؤمن أو منافـق قبلا