4) مناقشة مع من لا يحجِّب نساءه:

يا عبد الستَّار لماذا لا تستر نساءك وتحجّبهن, ألم تسمع إلى الآية الكريمة ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)) الأحزاب.
وهل ترضى أن يقال لك أنك جاهلي, أي من القوم الكفار الذين حاربوا الرسول 4 .
ألم تسمع إلى قوله تعالى ((وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)) الأحزاب.
عبد الستَّار: إذا كان أمر الحجاب هكذا مهم فكيف ورد في الحديث عن السيّدة زينب (ع) وبقية الأخوات أنهن خرجن ناشرات الشعور على الخدود لاطمات.
الجواب: كلاّ لا تتوهم ذلك فإن نشر الشعور إنّما كان بعيداً عن عيون الأعداء, وإنّما كان حين فررن عند الغروب في البيداء والأعداء مشغولون بحرق الخيام, وبالعكس فإن السيّدة زينب (ع) قال عنها أحد جيران أمير المؤمنين (ع):
(إني جاورت أمير المؤمنين خمس سنين فلم أسمع لزينب صوتاً ولم أر لها شخصاً).
عبد الستّار: ما رأيك فيمن يقول أن فاطمة الزهراء (ع) كانت غير محجّبة.
قلت: إن هذا تجاسر على ساحة النبوة المقدسّة فإن فاطمة الزهراء صلوات الله عليها هي أم الرسالة المحمديّة, فكيف تفعل ذلك وهذا القرآن مشحون بأوامر الحجاب.
كلاّ بل على العكس فإن من كلمات الزهراء (ع) في جواب سؤال سأله أبوها النبي في المسجد ما هو خير للمرأة؟ فقالت: (خير المرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل).
وأنّها حين كان النبي يدق الباب تسأله هل وحدك أم معك أحد؟ فإذا قال معي فلان فإنها تتستر حتّى لو كان أعمى لا يرى.
ويكفي ردّك بكتاب الله تعالى ((يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (59)) الأحزاب.
و(الجلباب) هو الثوب الواسع الطويل السميك.
عبد الستَّار: ألم تسمع إلى قول الشاعر:
أسفري فالحجاب يا ابنة فهر               هو داء في الاجتماع وخيم
كل شيء إلى التجدد ماضٍ                 فلماذا يقر هـذا القديم
قلت: إني طرحت عليك أوامر القرآن والإسلام فإن شئت أن تتبع فاسقاً,خماراً, زانياً, ماسونياً, مثل هذا الشاعر فلك ذلك.
ألم تسمع إلى قوله تعالى((فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)) الشورى.
وأنت مخيّر أن تحشر مع الجاهلية الأولى أو تحشر مع محمد وآل محمد ونساؤك تحشر مع فاطمة وزينب صلوات الله عليهم أجمعين, وإن شئت أن تحشر مع المجرمين والفاسقين والمستهترين والديوثين الذين لا يستحون على أعراضهم فلك ذلك, وما علينا إلا البلاغ المبين, وما ربك بظلام للعبيد.