6) مناقشة مع لوَّاط:

لماذا يا أبو خالد تلوط بالذكور وقد خلق الله الإنسان بصورة مستقيمة ومحترمة فخلق الرجال للنساء والنساء للرجال وأباحهم أن يفرغوا ما شاؤا ويلعبوا ما شاؤا، حتى قال الإمام الصادق (ع): (إنما هي لعبتك فافعل بها ما تشاء)، وإن لك أن تتكلم معها بكلام الرفث كما في الآية: ((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ)) البقرة. (الرفث: التعريض بالجماع، والكلام الفاحش).
فقال: أولاً: لا يوجد آية في القرآن تقول بتحريم اللواط، وثانياً: إن الله أباح اللواط للمؤمنين إذ جعل لهم ولدان مخلّدين في الجنّة.
قلت: إن الشيطان يضحك على عقلك من هذا الكلام، أولاً: إن هؤلاء الولدان في الجنّة للخدمة وليسوا للنكاح وإن الناس هناك مستغنون عن هذا الجماع بألذّ وأفضل الجماع بما لا عين رأت ولا أذن سمعت, والنفوس في الجنّة لا ترغب بكل ما هو حرام في الدنيا كالرجل الفاسق الساقط الغيرة فإنه قد يشتهي في الدنيا بعض محارمه أو بعض زوجات الآخرين فإذا كتب له الشفاعة ودخل الجنة بعد أن يحترق ويعذب أنه لا يشتهي هذا الأمر, فالنفوس هناك أبية عن المنكر بدون أن تصدر عليهم شروط وأحكام.
وثانياً: لو فرضنا فرضاً مستحيلاً جواز ذلك في الجنّة فلا يلزم منه حلِّيته في الدنيا، وذلك مثل العقد فإنه واجب في الدنيا, وهو غير لازم في الجنة فإنه يختار من يشاء من النساء، ومثل الذهب والحرير فإنه حرام على الرجال في الدنيا وتبطل به صلاتهم بينما في الجنّة يلبسه الرجال والنساء.
وثالثاً: بالنسبة لتحريمه في القرآن فمنصوص بعِدة أساليب منها ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (7)) المؤمنون. (بمعنى المعتدون على الشرع والفاسقون عن دين الله تعالى).
وفي سورة الأنعام قال سبحانه وتعالى ((قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ)) ثم قال: ((لا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها)) مثل اللواط والزنا والغصب ((وَما بَطَنَ)) من الكفر والنفاق والشرك والنوايا السيئة الإجراميّة وأن اللواط من الفواحش بل على رأسها بنص القرآن كما قال تعالى ((وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)) الأعراف.
ثم لاحظ شدّة غضب الله عليهم, كيف قد قلب الله عليهم قراهم وأهلكهم شرّ هلاك.

ورابعاً: أنك تدافع عن فعلك الشنيع وأنت تعلم تحريمه في الإسلام فأنت تكذب على الشرع وتفسق بما يخالف الشرع, عالماً عامداً وهذا مما يخلدك في نار جهنّم وغضب الجبار ولعنته وأما إرادتك الدليل من القرآن وعدم قبولك بغير القرآن فهذا مخالف للقرآن.