11) نقاش مع ذوي الأعراس الماجنة والمعاصي:

أيها العريس: كيف تبدأ حياتك الزوجية بالمعاصي, وكبائر الذنوب وأنت شخص مسلم, فما هذا الغناء والرقص والشراب الحرام.
العريس: إذا لم نفرح بعرسنا فمتى نفرح؟
قلت: هذه فرحة شيطانيّة مقطوعة وستعاقبون عليها في نار جهنّم, ولا تسعد بسببها في حياتك الأخروية, وهذا ليس بفرح بل هو غرور وتصور الفرح ففي الحديث عن النبي 4 (الغناء رقيّة الزنا), فهذا داع إلى الزنا فأي فرح وأنت عند الله من الدعاة إلى الزنا؟!.
وإن الرجل الذي يرقص إنه يحشر مع قوم لوط فهم كانوا يهزّون أدبارهم لبعضهم, والنساء الراقصات أمام الرجال إنهن فاجرات داعيات الرجال إلى نفسها وهو نوع من الزنا وكل نظرة بزينة وكل حركة بزينة لما ورد عن النبي (ص) (إن العين لتزني) المستدرك، وإن مستمع الغناء يصب في أذنه الآنك يوم القيامة, وهو الرصاص المذاب.
وكان رجل يستمع إلى غناء عند الجار فغضب عليه الإمام الصادق (ع) فقال يا ابن رسول الله إنه ليس شيء أذهب إليه برجلين, ولا أصرف عليه من مالي, فقال (ع) ألم تسمع إلى قوله تعالى ((وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (36)).
فاذهب من وقتك و اغتسل غسل التوبة وصلِّ ركعات لعل الله يتوب عليك, فانك كنت على أمر (جرم) عظيم. و الآية الكريمة ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6))) – لقمان.
فهل من الفرح أن يهينك الله و كل جماعتك بالعذاب المهين, و يحشركم بالوجوه السود وهذه عروسك سوف تتبرأ منها, وهي سوف تتبرأ منك حين ترون عذاب الله على عرسكم.
العريس: كل الناس يعملون ذلك.
قلت: كلاّ, بل هو كل السفلة و الجهلة و البعداء عن الإسلام, و إلاّ فهل رأيت عالماً دينياً حين تزوج أنه رقص أو رقصوا له أو سمعت بنبي أو وصي حين تزوج فعل ذلك؟

 

أسمعت عن تزويج علي (ع) أمير المؤمنين والزهراء (ع) أنها تسير و النساء يتلين الأشعار والرجال مع النبي يكبّرون و يهلِّلون و يحمدون وقد أخبر النبي بأن الملائكة قد ملؤا الأرض بالتكبير والتهليل.
العريس: لو قلنا لهم ذلك لم يرضوا.
قلت: لو علمتهم طريقة عرس المؤمنين لفرحوا أكثر ورضوا, ولمّا حضر عرسك إلا أشرف الناس وعقلاءهم وليس كالحاضرين من السفهاء والخمّارين والقمّارين والسفلة والساقطين.
العريس: أرجوك، هؤلاء أصدقائي.
قلت: لك الحق أن تحب قرينك, ولكن لو كنت عاقلاً خائفاً من عقاب الله وطالباً لرضوان الله لهديت هؤلاء الرفقاء إلى الصلاح وامتنعت أنت و إيّاهم عن هذه المنكرات.
العريس: وأي منكرات؟.
قلت: سبحان الله, وحتى الآن لم تعرف معنى المنكرات, خذ مثلاً هذه الفتيات اللواتي يرقصن بين يديك وأنت ترى أبدانهن تهتز, هل هن من أخواتك أو خالاتك وكذلك اللواتي يغنين وتسمع صوتهن.
العريس: مثل أخواتي.
قلت: ليس في الإسلام مثل, وإنما هو النسب الواقعي أو إنه حرام الرؤية والسمع.
العريس: وكيف تكون حفلات زواج أهل الدين؟
قلت: إنهم يحضرون شاعراً أو أكثر يلقي الأناشيد النبويّة من مواليد أهل البيت (ع) وفي أثناء الأناشيد يلقون النكت والمضحكات ويأكلون الفواكه وهكذا إلى ما شاؤوا من الوقت.