13) مناقشة مع عائلة متنازعة:

اجتماعنا هنا بقصد الإصلاح وإن هذه من الاجتماعات المباركة التي يحبّها الله ورسوله(ص) ولذا قال النبي (ص) (إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام).
تفضّلوا تكلّموا:
1- الزوج: إن زوجتي معاندة كثيرة الجدال متجاسرة عليّ وعلى أهلي.
2- الزوجة: إني أحترم زوجي ولكنّه يغيظني ويتّبع أمه وأمه جسورة فحَّاشة تسب وتشتم بأشد المسبّات عليّ وعلى أهلي.
3- أب الزوج: إننا ابتلينا بهذه العائلة وهم ليسوا بمستوانا ولا يناسبون شرفنا فأنا فلان بن فلان وهم أبناء فلان, وقد طرحوا علينا ابنتهم بدون اختيارنا.
4- أم الزوج: إن هذه الملعونة جسورة تسبّ ولدي لأنه يزورني ويحبني وإنها تنقل كل ما يدور في البيت إلى أهلها تريد أن تفضحنا, وإن أهلها فاسقون يشربون الخمر ولا يصلّون... وقد لعبت بعقل ابننا وخدعته، وأنا منذ البداية قلت له اتركها وأزوجك أحسن منها، ولكنه أصر ونحن نريد طلاقها وخلاص ابننا منها ومن أهلها.
5- أب الزوجة: أنا ما كنت أحب أن نصاهر في يوم من الأيام هكذا عائلة، فابنتنا تعيش في هم والمشاكل في كل يوم.
6- أم الزوجة: إن هذه الظالمة تتَّهمنا بالفسق وتعيِّر ابنتنا وتسبُّنا وتسب ابنتنا, وإن لهم شيخ يزورهم في كل مرّة, وفي كل مرّة يسبِّب لابنتنا الهم والغم والحزن بأن يكلّمها عن الصلاة والحجاب والتزام الدين، وهي لا تحب أن تسمع هذا الكلام وتدفن شبابها فكل صديقاتها يعيِّروها إذا لبست الحجاب وأنا أقول أن الإنسان باختياره والدين ليس بالإجبار ونحن نريد الطلاق لابنتنا لخلاصها من هذا الجحيم.
7- إخوة الزوجة: نحن مستعدون لقتل الزوج ولسنا مستعدِّين أن نسمع سبّنا وأذيّة أختنا كل يوم.
أقول:
أولاً- يا أحبائي وأولادي المحترمين يا إخوة الزوجة أريحوا أنفسكم من التدخل فإن هذه الأمور يجب أن يحلها ويناقشها الناس بالعقل لا بالقتل فلا تقتل أحداً ولا تسلخ جلد أحد, ثم يا ويلكم من هذه العصبيّة الظالمة ألم تسمعوا إلى الخبر بأن شخصاً قد سبّ أمير المؤمنين (ع) فقام له الناس لضربه فصاح بهم الإمام علي (ع) قائلاً (سب بسب أو عفو عن ذنب). يعني هو سبَّني فإما أن أسبَّه أو أن أعفو عنه وليس لكم الحق بقتله أو ضربه، وإن كل الأسر يحصل فيها بين الزوج وزوجته مظالم, فيجب أن يجتمع إليهم كبار المؤمنين ويحلوا الأمور فاسمحوا لنا من عصبيتكم والله معكم.
 ثانياً- أنت يا أبا الزوجة:                       
ليس لك الحق بأن تأسف على مصاهرتك مع أهل ابنتك وإن طلاقها ليس بيدك وإنك آثم في طلب الطلاق لها، ففي الحديث الشريف: (من توسّط بين زوج وزوجته حتى فرَّق بينهما بالطلاق لعنته ملائكة السماء والأرض)، فليس لك أن تتكلم إلا ما فيه الإصلاح, بل وتضغط على ابنتك حتى تلائم أخلاق زوجها فإنه أشرف لها ولكم وأما سماعك السباب لك فإنك سمعت من جانب واحد, ولم تسمع من الجانب الآخر فإن ابنتك أيضاً تسب وتعاند وتتآمر على زوجها وأهله فاتق الله وهل يهنئك أن تكون ابنتك مطلَّقة.
فاتقِ الله وهدِّأ لي نفسك ولا يكون تدخلك يفقد بناتك سعادتهن ويعشن الأمراض النفسيّة والفراق وسوء السمعة فعليك أن تحترم صهرك وتتجاوز عن خطايا أهله، فإنه قد ستر على بنتك وملأ عينها بالحلال وكفاك مؤنتها.
ثالثاً- يا أم الزوجة:
وأنت أيضاً أقول لك قد أخذك العطف والحنان على ابنتك فسمعت الشتائم من جانب واحد ولم تسألي يوماً عن ابنتك فلعلها ظلمت زوجها في الفراش وعاندته ولم تطاوعه ولم تعطه رغبته وهذا من أشد المعاصي عند الله بالإضافة إلى هذه الشتائم التي تكيلها له ولأهله فاتقِ الله ولا تتدخلي في شؤون ابنتك وإن تدخلت فليكن تدخلك بالإصلاح وإبقاء السعادة لها حتى يغفر الله لكم جميعاً وأما قولك أن شيخاً يأتي ويأمرهم بالمعروف وبالحجاب والصلاة وما شابه فهذا مما أنقص قدرك عندي وعند الله أكثر إذ كيف ترضين لابنتك أن تكون فاسقة غير مصلّية وكيف لا تشكرين الشيخ المحترم الذي يزاحم نفسه فيأتي إليها ويأمرها بالمعروف وهذا من حسن خلقه وحرصه على سلامة وسعادة ابنتك، وكيف تسمحين لنفسك وابنتك أن تسرن بين الرجال سافرات بلا حجاب ألم تسمعي رسول الله(ص) يقول (إن العين لتزني) فكل نظرة بزنية.
أتفرحين أن ابنتك تحشر يوم القيامة مع الزانيات وإلى جهنّم وبئس المصير؟!
ولماذا هذا البعد البعيد عن الإسلام الذي تزعمين أنك من أهله.
رابعاً- يا أبا الزوج:
إنك لا تستطيع أن تحدد شرف الناس ومن هو أعلى ومن هو أسفل إذ ربّما يكونون هم في الحال الحاضر بعداء عن التديّن ولكن الله يعلم أن خاتمتهم تكون على أفضل الإيمان والتديّن وربما أنت في الحال الحاضر تكون متديّناً وربما لا سمح الله أن تكون خاتمتك إلى سوء معاذ الله فاتقِ الله واطلب حسن العاقبة لئلا يغضب الله عليك.
وقولك: أبي فلان وأبوه فلان هذه دعوى جاهليّة وليست إسلاميّة فإن الكفار كانوا يتفاخرون بالآباء وأما قولك أنهم طرحوا عليكم ابنتهم, فهذه ميزة إيجابية محترمة لهم فإنهم لو لم يروكم أهلاً لسعادة ابنتهم التي هي أعز شيء عندهم, ورأوا ولدك أهلاً لمصاهرتهم لما أعطوكم ابنتهم والمفروض أن تشكروهم على اعتقادهم بكم أعظم الشكر وليس من العيب أن الإنسان يطلب لابنته كما يطلب لولده إذا رأى في الجانب الآخر المحل المناسب والتوفيق في التعلُّق بهم، فنبي الله شعيب قال لموسى (عليه السلام): ((إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ)).
فنقدك لهذا الأمر نقد للحق ورؤية المعروف منكراً فليس لك الحق بهذا النقد واترك هذا التعبير الباطل وأصلح أمر ولدك لئلا تخرب حياته ويشقى كما تشقى زوجته بهذا الأسلوب.
خامساً- يا أم الزوج:
من أين علمت أنها ملعونة وهل تعلمين بمصيرها عند الله ولعلك أنت وولدك تصبحون ظالمين وتعاقبان عند الله حين يقوم الحساب يوم القيامة وكنا نتمنى منك باعتبارك ربة العائلة وكبيرة المنزل أن تهدّئي ولدك وترشدي الزوج والزوجة للتسامح بينهما وتحسين أخلاقهما, لا أن تزيدي النار حطباً بل بالحقيقة أنت أكثر من الكل تستطيعين أن تسعدي ولدك بزوجته والزوجة بولدك بالأخلاق الحسنة والهدوء والإرشاد.
وكيف جاز لك أن تشتمي أهلها وتفضحيهم بأنهم فاسقون لا يصلّون وما شابه من هذه العبارات وما أدراك لعلّ الله يهديهم وتكون أخرتهم خيراً من أخرتك، وهل قصدت بهذا الأسلوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! إنَّ هذا الأسلوب يشعل النار فقط وأقول لك: لو كنت من أهل الخير والصلاح فعليك بنفسك أصلحيها واطلبي لنفسك العاقبة والخاتمة الحسنة في الدنيا قال الله تعالى ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)) - المائدة.
إن سبابك للناس يفقدك يوم القيامة عباداتك وحسناتك ففي الحديث الشريف عن النبي (ص) قال: أتدرون ما المفلس فقيل: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع له، فقال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار).
وقولك وقول زوجك أن هؤلاء ليسوا بمستوانا هذا ظلم عظيم, فإنكم أصبحتم الآن أهلاً وأقارب وإن بعض القرابات بالمصاهرة أفضل من القرابة النسبيّة وأنفع في الحياة الدنيا والآخرة لو شددتموها وأصلحتموها، فأنا أرى تعلّق بعض الأسر المتصاهرة ببعضها أكثر من تعلق العم والخال والأخ والأخت, وهذا ما نتمنَّى أن تسيروا عليه حتى تصلوا لهذا الصلاح وتتركوا بينكم هذا النزاع.
سادساً- أنت يا زوج:
لماذا لا تتحمّل زوجتك وتربيها تربية إسلاميّة بالحجاب والصلاة وتأمرها وبهدوء واحترام أن تقرأ القرآن الكريم وتشتغل بالدعاء والذكر في كل وقت فراغ فإن فساد أخلاقها وعدم احترامها لك لعدم تأدّبها بالإسلام وعدم اشتغالها بالعبادة وعدم حجابها وعفّتها. إن الزواج أجره عظيم عند الله سبحانه وتعالى ففي الحديث يقول: (ركعتان يصليهما متزوج أفضل عند الله من سبعين ركعة يصليّها أعزب). وأما زواجك فعلى العكس فهو يجلب لك الإثم والحريق في النار وغضب الجبّار، ففي الحديث الشريف (من خرجت امرأته متبرّجة لعنتها ملائكة السماء والأرض وبني لزوجها بكل قدم بيت في النار), فهنيئاً لك البيوت الكثيرة التي ستنزلها في دركات جهنّم وبئس المصير.
وثانيّاً لماذا لا تتحملها وتتسامح معها ولماذا كلّما فعلت وقالت شيئاً تذهب إلى أهلك وتخبرهم وتفضحها حتّى يعادوها ويحقدوا عليها، لماذا لا تؤلف قلبها بالمواعظ والكلام الحسن والهدوء معها قال رسول الله (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي), وقال (عليكم بالضعيفين الزوجة والأطفال), وقال (أحب من دنياكم ثلاث العطر والنساء وقرّة عيني الصلاة), وعنه (ص) (ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم) نهج الفصاحة 1511.
وقال (أما يستحي أحدكم أن يضرب زوجته ثم يضل معانقها).
وقال لأم الصحابي سعد وكان الرسول قد اهتم بجنازته فقالت: أبشر يا سعد بالجنّة فقال يا أم سعد لا تفرضي على الله الجنّة فلقد عصره القبر عصرة حتى خرج اللبن الذي شربة من أمه) فقيل له (ص) لم هذه الضمة؟ فقال (كان في خلقة مع أهلة سوء).
وقال (ص) : أن للزوجة على زوجها أن يطعمها ويسكنها ويستر عورتها ويعفوها إذا أذنبت فقيل له كم يعفو؟ فقال في كل يوم مئة مرة).
فهل أنت تحب زوجتك وتحترمها وتتجاوز في كل يوم عن مئة خطأة أم تحاسبها وتجادلها بأسوأ الأخلاق وأشد الإهانة على كل كلمة وكل خطيئة؟!
فاتقِ الله وألِّف قلب زوجتك واحترمها وربِّها تربية حسنة بالهدوء والأخلاق وأشعرها بحبك وميلك إليها حتى تتجاوب معك بالحب والميل هي أيضاً.
وأخيراً عليك أن تصبر عليها حتى لو اعتبرت نفسك مثل نوح (ع), كيف صبر على زوجته المتآمرة حتى أهلكها الله ونجّاه وهكذا النبي لوط ونزلت الآيات بذلك, وهكذا الإمام الحسن (ع) حتى فاز بأن رزق الشهادة على يدها.
وحاشى زوجتك من أولئك النساء المجرمات, ولكني أضرب لك الأمثلة حتى تؤلِّف زوجتك وتحرسها وتصبر عليها.
سابعاً- أنت يا زوجة:
قد ورد من حقوق الزوج على زوجته أن تكتم سرَّه وتستر عيبه,وأنت بالعكس فإنك كلما رأيت وسمعت من زوجك وأهله شيئاً تنقليه إلى أهلك وغيرهم لتشعلي النار بيدك وتكسري جناحك وإنه لو فارقك ربما يطلبك من بعده من هو أسوء أخلاقاً وديناً منه فتشقين أكثر.
ثم إن من حقوق زوجك عليكِ أن تكوني مبتذلة لزوجك وحَصَان على غيره, بأن تتزيَّني وتتجمَّلي له بكل ما يرغِّبه فيك ولا تصخبي بوجهة ولا تتكلمي كلاماً مزعجاً له وأن تبذلي له نفسك حتى يرى كل ما يشتهي منك وحتى يستغني بقربك وجماعك عن التفكير بما يرى ويسمع من النساء الأخريات,ولا يحل لك أن تبيتي ليلة حتى تعرضي عليه بدنك و تتعري له فإن رغب فبها وإلا فينام وهو مسرور راضٍ عنك وقد رضي الله عنك.
وأنت بالعكس تتزينين وتتبرَّجين للرجال ليرى شعرك وبدنك كل من قابلك وهذا نوع من الفجور والزنا وهنيئاً لك بأن تحشري مع الفاجرات الزانيات,وهذا هو الجاهليّة الأولى كما في القرآن الكريم ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُولى)) 33 الأحزاب, فهنيئاً لك بأن تحشري معهم، ولأن حقوق الزوج على الزوجة أن تحفظ عورتها له, فلا يرى جسدها وزينتها غيره وأنت قد شهرت بين الناس زينتك ولم تخصّيها به وقد قال الله تعالى: ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ))31 الحج.
ومن حقوق الزوج على زوجته: أن تحترمه تمام الاحترام ولا تنام ليلة وهو غاضب عليها ففي الحديث الشريف: (من باتت وزوجها ساخط عليها فلا قبل الله لها صوماً ولا صلاة ولا عملاً صالحاً حتى ترضي زوجها وتسر قلبه). وعن النبي (ص) : (أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها) نهج البلاغة 348.
وعنه (ص) : (لو أمر الله أحداً بأن يسجد لأحد لأمر المرأة أن تسجد لزوجها).
وعنه (ص) : (ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرّته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته) 456 – من نهج الفصاحة.
وعليكِ أن تتحمَّلي خيره وشرّه وتسعديه وتسعدي به حتى لو كان بأخلاق فرعون, وحاشاه عن ذلك, وكنت أنت آسية بنت مزاحم فإنها بقيت مع زوجها حتى رزقت الشهادة على يديه وإنها لم تخرج روحها حتى رأت قصرها في الجنّة فلذا قالت كما في الآيّة ((وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ))11 –التحريم.
هذا بالنسبة إلى زوجك, وأما بالنسبة إلى أهله فعليك باحترام أمه, كما تحترمين أمك وأبوك,ففي الحديث الشريف (الآباء ثلاثة أب ولدك, وأب علمك, وأب زوجك) فأم وأب زوجك هم مثل أمك وأبيك إذ أنهم قد ربُّوا لك هذا الشاب الجميل العزيز عند الله وعندهم, وسلّموه لك تفرحين به ويقضي شهوتك ويغنيك عن الرجال, فاتقِ الله وأصلحي ذات بينك.
أم الزوجة: من أين تقول بأنه عزيز عند الله وهو ظالم لابنتي. قلت: سبحان الله! رجعت للمشاحنة والفتنة وقد قلت لك أن لا تتكلمي إلا بما فيه الإصلاح إذا كنت عاقلة وتريدين بقاء سعادة ابنتك لأن الكلام الموجب للفراق عار وشقاء لها إن قصدي أنه عبد الله فهو عزيز عند الله, فإن ابنتك أيضاً عزيزة عند الله وأنت وأهلك وولدك كلكم أعزاء عند الله سبحانه وتعالى, فاتقِ الله وانزعي الحقد والعداوة الظالمة من قلبك.
وأخيراً: أنا أنصحكم بعزل الزوجين في السكن والتعاون معهما على ذلك, وهو أفضل احتراماً لأهلها وأهله ليبنيا حياتهما بأيديهما والله هو الذي يؤلِّف القلوب ويجمع الشمل.
فقوموا وقبلّوا بعضكم وغيّروا السيرة التي كنتم عليها, وقوموا يا إخوة العروس واقتلوا صهركم بالتقبيل والاحترام.