14) نقاش مع أستاذ مقطب وجهه للناس:

يا أستاذ السلام عليكم كيف حالك يا أستاذ باسم
الأستاذ: وعليكم السلام/ الحمد لله
هل تسمح بسؤال؟
الأستاذ: نعم تفضَّل
كم طولك وكم وزنك
الأستاذ: لم أفهم السؤال.
قلت: قال الله تعالى: ((وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً (37)) الإسراء.
فالإنسان ليس له وزن بحيث يخرق الأرض في مشيته، وليس طوله بطول الجبل فلماذا يتكبَّر ابن آدم وهو مخلوق صغير لا وزن له، وأنا أرى أنك تتكبر على جيرانك وتصعّر خدّك للناس ثم ألم تسمع إلى قوله تعالى ((وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18)) لقمان.
ألم تسمع إلى الحديث النبوي أن (الكبرياء رداء الله فمن لبسه من عباده أذلَّه الله وأنه سيحشر المتكبّرون كمثل الذر تدوسهم الخلائق حتى يفرغوا من الحساب) ويقول الشاعر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ            على صفحاتِ الماء وهو رفيـعُ
ولاتكُ كالدُّخـَّان لاح لناظر              على طبقات الجو وهو وضيـع
الأستاذ: وهل تراني بمستوى هؤلاء الجيران الجهلة الذين لا يحسنون القراءة والمثقف فيهم لم يرَ الجامعة، وأنا قد حزت على شهادة الدكتوراه وأدرِّس في الجامعة, وأخرج الأساتذة.
قلت: عجيب سبحان الله يعني تعتبر نفسك أعلم وأنفع من كل هؤلاء الناس؟
ثم ماذا نفع علمك لأمتك ولهذا المجتمع، بينما ترى جارك الفقير هذا الذي تستغيبه وتستحقره قد وسَّط الوسائط وشقَّ نفسه وراجع المسؤولين وما أصابه منهم من الإذلال والإهانة حتى جاء بالمهندسين فبلّطوا لك الشارع بأحسن تبليط وذلك البقال أنه وقف في المسجد وخطب في الناس خطبة بلغته العاميّة حنى حرَّكهم لعمل المجاري الصحيّة في المنطقة وخلّصونا من المياه العفنة، وهذا الإسكافي تبرّع فبلّط المسجد بأحسن البلاط, وذلك الكهربائي أضاء المسجد بمئة قطعة كهربائيّة تقريباً على حسابه الخاص, إذ تحاسب مع العالم عن الحقوق الشرعيّة وعمل هذه الخدمة الجليلة, ذلك الأستاذ مدرِّس الابتدائية راجع الوزارة ووسط الوسائط وأتعب نفسه حتى اكتمل بناء المدرسة الثانوية في المنطقة والناس كلهم يشكرون هذه العناصر الطيّبة ويترحمون على آبائهم فهذا هو المهم عند الله وليس المهم العلم بدون نفع.
الأستاذ: أشكرك وأسأل الله أن يصلحنا ويجعلنا في موضع رضاه, قلت إن شاء الله.