خاتمة الدستور:

هذا هو الدستور الذي أوصي أبنائي الشباب وإخواني العلماء والفضلاء, بالسير عليه.
ولقد أحكمت مطاليبة, حتى لم أدع شاردة ولا واردة في حياة الإنسان قد التفتُّ إليها في حياتي العمليّة إلا وأشرت إليها وأوضحت كيفيّة البرنامج الإسلامي للسير فيها، حقاً شملت جميع شرائح المجتمع من المؤمنين والفاسقين والعالمين والجاهلين، إن وصاياي وتعاليمي قد شملتهم جميعاً, وقد جمعت من اعتقاداتي في ديني ما يجب تعلُّمه ولا يجوز جهله أو تجاهله من أصول الدين مع الإكثار من بحث القيامة ومواقف النار ومباهج الجنّة ودعمت كل ذلك بقصص لطيفة وحوادث مهمة وعبر كثيرة.
وكان عدد العقائد 58 عقيدة ولكل منها فروع كثيرة وعدد الوصايا 66 وعدد المناقشات 16 مناقشة.
واعلم أننّي لم أخطُ خطوة في هذا الكتاب إلا واستخرت الله فيها وفكرّت وخططت كثيراً حتى شرعت وكتبت، حتى خرج بشكل لطيف في أسلوبه وقصصه وأحاديثه بالإضافة إلى أنه دستور إسلامي متكامل لسيرة المسلم في الحياة.
وإنني ومنذ بدأت بكتابته حتى أنهيته إنما قصدت به وجه الله سبحانه وأرجو أن أُلاقي به ربي قائلاً (يا رب إن هذا ما استطعت أن أنصح به أمتي للتقدم إلى الإيمان والتقوى وقد أوصيتهم بإتباع الحق وأهله ونبذ الباطل وأهله وقرعت به الظالمين والمبتدعين والفاسقين والمستهترين).
وأخيراً لا أبرئ نفسي إن النفس لأمَّارة بالسوء إلا ما رحم ربّي,فما رأى الأصدقاء من سهو فليعفوا وليصفحوا وليستروا، ستر الله عليهم وغفر لهم فإن قلمي ليس معصوماً وإن فكري ليس ملائكياً بل إني أحد عباد الله القاصرين والمقصّرين,

 

والحمد لله أولاً وأخيراً سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

وسلامي وتحياتي إلى جميع أهلي وأقاربي وأحبائي من المؤمنين والمؤمنات في جميع المعمورة وهذا وداعي لهم واللقاء إن شاء الله تعالى على عر صات القيامة مع الفرح والسرور واستلام الكتب بأيماننا تحت راية محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

يوم 35/شوال/1419 هجري، وهو يوم مناسبة استشهاد الإمام الصادق (ع) الذي كان في سنة 148 هجريّة.

محمد علي الطباطبائي