تعريف الكتاب:

هذا هو كتاب: وصيَّتي إلى العالم الإسلامي كتبته لأني رأيت قرب أجلي الذي أرجو أن ينتهي بالبركة والرضوان من الله تعالى إن شاء الله، وأتمنى أن يكون أبرك أيامي يوم أخرج من قبري فرحاً مسروراً بحب ربي وحب نبيي وأئمتي وقادتي الأئمة الطيبين الطاهرين، مسرعاً كالبرق الخاطف تحت رايتهم المباركة متوجهاً إلى الحساب وأخذ كتابي في يميني معلنا بالقول من ابتهاجي وفرحي ((هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (20)) الحاقة.
فإنني سوف أجد أني قد ملأت كتابي بحب الله والعمل لأجله وخدمة الدين وأهله والبكاء على الإمام الحسين ومصائب بقية المعصومين ونشر فضائلهم وآثارهم ونشر الأحكام الشرعية في المسلمين ومحاولة تصحيح العمل والنصيحة للمؤمنين والصبر الطويل والتحمل الشاق على ذلك هذا وإن كانت ذنوبي كثيرة وأخطائي فائقة ((وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)) يوسف.

ويشتمل هذا الكتاب على ثلاثة أبواب:
الباب الأول باب اعتقاداتي وآرائي من التوحيد والنبوة والإمامة والقيامة وفروع ذلك وأطروحات الإسلام.
والباب الثاني في وصاياي الكثيرة لأحبائي المؤمنين في العالم من المقلدين والوكلاء وغيرهم، وبمختلف شؤون الحياة والبحوث الكثيرة ونقل الحوادث والقصص التي وصلت إليَّ أو ابتليت بها عند خوضي في أمواج الحياة الكثيرة وكدحي في عواصف العمر القاسية.
والباب الثالث مقابلات ومناقشات مع مختلف الفاسقين والظالمين والمجرمين والتساؤل معهم ونصب محكمة لهم ثم أني ذكرت مع كل باب من العقائد والوصايا والمحاسبات قصصاً اجتماعية قد مارستها وابتليت بها في الحياة أو قد سمعتها من آخرين والحاصل أنها من واقع المجتمع البشري إنقلها للاعتبار بها.
وبعض هذه القصص اعتبرتها من نوع النوادر واللطائف.

كما أن المناقشات بعضها حاصل حقيقة وبعضها إيصال الفكرة للمجتمع الإسلامي ليس إلا.