27) عقيدتي في امتحان القاصرين والخاطئين:

إن الإنسان المؤمن يلحق الله به ذريته وقراباته الذين كانوا في الدنيا قاصرين أي مجانين أو بهل لم يطلعوا على شيء من الحق والباطل، أو ماتوا أطفالاً.
وأما عشائر الكافرين فليس للكاملين منهم موقع في الجنة حتى يلحقه الطفل أو المجنون، فيكمل الله عقله ثم يمتحن فإن أطاع أُدخل الجنة وإن عصى أيضاً أُدخل النار، وإليك التفصيل:
1- قال تعالى: ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ)) (21) الطور، في أن ذرية العظماء من المؤمنين يلحق بهم ذريتهم بأن ترفع درجة القاصرين من المؤمنين إلى درجة الآباء العظماء ويكونون معهم بدون أن ينقص من درجة الآباء حين تسوية الدرجات.
2- وقال تعالى: ((جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)) الرعد والظاهر أن من صلح ليس معناه تمام الصلاح وإنما مقدار منه بحيث لم يكن عدواً للدين وأهله معانداً عن الحق، ولو كان على تمام الصلاح فليس لاحقاً بل ملحوقاً لأنه أيضاً من عظماء المؤمنين فلاحظ جيداً.
3- بل حتى المؤمن الذي كان مذنباً فتاب في آخر عمره إنه لا يحرم من قراباته في الجنة ويشفع لهم بدخولها وإن لم يستحقوها أو لم يستحقوا تلك الدرجة كما في الآية: ((فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ)) (8) سورة المؤمن.
4- وفي الحديث ما مضمونه أنه يؤتى بأطفال الكفار ومجانينهم فتكمل عقولهم وشعورهم ويقال لهم أن الله الخالق الرازق الذي هو أرحم الراحمين يأمركم أن تدخلوا النار فإن دخلوها كانت عليهم برداً وأدخلوا الجنة وإن عصوا وتجبروا كانوا مع أهليهم في النار وتبين أنهم لو كانوا كاملين في الدنيا لكفروا أيضاً.
5- وأما الناس العقلاء الذين لم يدخلوا الإسلام أو أخطأوا في العقيدة أو العمل فظنوا مثلاً أن الله جسم أو لا خالق للكون وإنما هي الطبيعة أو أن بعض الأولياء(ع) أو الأنبياء(ع) أنه كذا وكذا ويجوز أو يجب ذمه وسبه ويجب التبرؤ منه أو عدم وجوب بعض الواجبات أو حلية بعض المحرمات، كبعض بلهاء الشام الذين كانوا لا يفرقون بين الناقة والجمل وكانوا يسلمون على معاوية بالنبوة وأنه كلما شرع فهو شرع الله تعالى وأخبرهم بأن علياً مخالف للرسول وأنه لا يصلي ولا يغتسل من الجنابة ولا يصوم فلما قتل الإمام(ع) في حال الصلاة في شهر رمضان صائماً تعجبت بهائم الشام وعلم بعضهم أن معاوية ليس بنبي وأنه كذاب وكحادثة قتل عمار وانتشار خبر قول الرسول (ص) له تقتلك الفئة الباغية فقد أحس بعض الأغبياء من جماعة معاوية بأنهم فئة باغية وأن الحق مع علي وأنه الذي يمثل الخط الرسالي الصحيح، فهؤلاء الجهلة والحمقى غير المعاندين منهم انهم تكمل عقولهم في الآخرة ويعرفوا الحق فإن خضعوا وقبلوا شفع لهم وأدخلوا الجنة وإلا فإلى الجحيم.