40) عقيدتي وجوب تعظيم المقدسات:

إنني رأيت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة فرأيت أنه لا يذكر اسم الله تعالى الا بالتعظيم والإجلال فالنبي(ص) والأئمة(ع) لا يذكرون اسم الله إلا ويقولون سبحانه وتعالى أو جل جلاله أو جل وعلا، وهكذا ذكر الأنبياء والعظماء بالصلوات والترحم والتبريك، فراجع تعبيرات العظماء عن العظماء عند الله:
1- قال الله تعالى عن سوء أخلاق المنافقين ((يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ)) ويعنون بأنهم أعزاء وأن الرسول ذليل ـ لعنهم الله ـ ((وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)).
2- وجعل عدم تمييز النبي(ص) عن غيره يحبط العمل الصالح وأنه عمل الجاهلين غير العاقلين ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) ))، ((إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4) )) سورة الحجرات، ومما روي أن فاطمة الزهراء(ع) لما سمعت الآية: ((وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ))، خافت من الله وصارت تنادي النبي(ص) (يا رسول الله) ولم تقل (يا ابتاه) فسألها النبي فقالت لأجل منع في القرآن، فقال بل قولك يا ابتاه أحب إليَّ وإنما هذا الخطاب للأعراب الذين لا يحترمون الرسالة.
3- بل جعل مذمة النبي(ص) طعناً في الدين وموجبة للعن ((مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46) )) سورة النساء.
4- ظن السوء بالله موجب للعن والغضب ودائرة السوء، ((الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (6) )) سورة الفتح.
5- ((لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9) )) الفتح، والتعزير هو الاحترام والتوقير التعظيم وهو للنبي محمد (ص) والتسبيح هو التنزيه لله وربما يقال للنبي أيضاً فقد جمع هنا وجوب التعظيم لله ولرسوله.
6- فمن الخطأ الكبير ما يعبر عنه بعض الرواة أنهم يقولون للنبي أو للإمام أتزعم أو أنك تزعم كذا أو يشيرون إلى الإمام(ع) ويقولون أن هذا يقول كذا فإن هذا هو أسلوب المنافقين والحاقدين على النبي والإمام كما أن أحد الأدباء كتب كتاباً بعنوان (عبقرية محمد) هكذا بدون التعريف بالرسالة وكأنه يتحدث عن بقال يعرفه، بينما ترى المؤمنين مثل سلمان الفارسي أنه يشير إلى النبي ويقول سمعت سيدي وحبيـبي رسول الله يقول كذا... ومرة قال عبد لعبد الله بن جعفر(ع) مشيراً إلى الإمام الحسين(ع) قال إن هذا يقول كذا.. فقام عبد الله وأهانه.
7- هذا وقد اتفق علماء المسلمين تبعاً للأحاديث الشريفة على الحكم بالقتل لمن يسب المقدسات الإسلامية (الله والقرآن والأنبياء والأوصياء(ع) ).
8- والآية: ((إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)) (5) سورة المجادلة، محادة الله هو تحديده وعدم تعظيمه وبسببه يكبتهم الله في نار جهنم.
9- وهكذا محادة الرسول (ص) ((إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الأَذَلِّينَ (20) )) سورة المجادلة.
10- وفي وصف المنافقين ((وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (61) ))، سورة التوبة.
11- واستهزاء المنافقين أيضاً: ((قُلْ أَ بِاللهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ.... إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (68) )).