بعض الوصايا في التاريخ:

1- قال عامر العدراني في وصيته لولده (يا بني إني أدركت كنانة بن خزيمة (جد النبي(ص) ) وكان شيخاً مسناً عظيم القدر وكانت العرب تحج إليه لعلمه وفضله فقال أنه قد آن خروج نبي من مكة يدعى أحمد يدعو إلى الله وإلى البر والإحسان ومكارم الأخلاق فاتبعوه تزدادوا شرفاً وعزاً إلى عزكم) ضياء النبي ص411.
2- من وصايا كعب بن لؤي جد النبي ( بالعمل للآخرة يقول: (الدار أمامكم) أي الآخرة (حرمكم زينوه وعظموه وتمسكوا به فسيأتي له نبأ عظيم وسيخرج منه نبي كريم بذلك جاء موسى وعيسى (صلى الله عليهما وسلم) ثم يقول:
نهار وليل كل أوب بحادث/سواء علينا ليلها ونهارها/على غفلة يأتي النبي محمد/يخبّر أخباراً صدوقا خبيرها).
وفي تفسير الآلوسي (أن المغيرة بن قصي) جد النبي(ص) (أوصى قريشاً بتقوى الله وصلة الرحم وكان يبغض الأصنام وكان يلوح عليه نور النبي(ص) .
3- أوصى أحد المحسنين بأن يعرض بدنه على الأطباء بعد موته فمن كان من الأطباء له حاجة بشيء من أعضائه يأخذها قطع غيار للمرضاء عنده فلا بأس.
4- أوصى المنصور الدوانيقي بأن يفتح السرداب الفلاني للخليفة من بعده ويؤمر بأن يعمل بنفس الدستور، ولما فتحوا السرداب وجدوا رؤوس المقتولين من السادة والشيعة كل منهم مكتوب عليه تعريفه.
5- قالت السيدة حميدة أم الإمام الكاظم(ع) لأحد الرواة إنك لو رأيت وصية الإمام أبي عبد الله لرأيت عجباً، إنه جمع له أقرباؤه وأصحابه فقال لهم: (لا تنال شفاعتنا مستخفاً بصلاته) وأعادها ثلاثاً .
6- أوصى أحد علماء الدين بأن لا يُؤخَذ بجنازته إلى قبور الأئمة ولا يدار حول قبر لهم فإنها من بدع علماء الشيعة ولا يعقد لموته مجلس قراءة القرآن على روحه ثلاثة أيام فإنها من بدع العلماء، ولا يوضع على قبره قارئ قرآن فإنها من بدع العلماء، أقول: إن هذا خلاف ما ورد عن الإمام الحسن(ع) أنه أوصى أخاه الحسين(ع) بأن يأخذ بجنازته إلى قبر جده الرسول ليجدد به عهداً والذي سبب أن عائشة جمعت بني أمية حتى رموا جنازة الإمام سبعين نبلة، وهذا خلاف وصية الزهراء(ع) لأمير المؤمنين(ع) بأن يتعاهد قبرها بقراءة القرآن فإنها تحب القرآن وتحب سماعه، والأدلة على آداب تجهيز الميت التي تعارفت عند الشيعة وبعضها عند جميع المسلمين مما لا تكاد تحصى من الكتاب والسنة.
7- أوصى أحد مراجع الدين بأن يقرأ على جنازته مجلس العزاء للإمام الحسين(ع) ويوزع كفنه على الباكين بمصيبة الإمام(ع) فيمسحون به دموعهم ثم يكفن به بدنه وهذا هو السيد المرعشي قدس الله نفسه ونفعه بحب الحسين(ع) والنبي وأهل البيت الكرام أعظم النفع إن شاء الله تعالى.
8- كان شخص من المؤمنين قد ملك بيتين وكان لم يتزوج خوفاً من أن يصرف بعض المال وأنا نصحته بأن يتزوج وأن يخمّس أمواله قبل أن يدركه الأجل فيموت غاصباً لحقوق آل محمد(ص) ، وقد ورد في الحديث بأن من لم يسلم الخمس فإن خصماءه يوم القيامة ست نفرات أولهم الله وثانيهم النبي محمد(ص) وكان في كل لقاء يعدني بأنه سيتحاسب عن الخمس وأنه سوف يخمس ولما أخذ إلى المستشفى لانفجار في دماغه قال له أحد الأصدقاء يا فلان وصِّ وصيتك فتعصب وقال حكمت عليَّ بالموت إنني لازلت قوياً وليس هذا وقت موتي وكان عمره أكثر من خمسين سنة وكان موته في تلك الليلة، ولم يوصِ فاستولت الحكومة على ماله بالبنك وعلى بيتيه فخسر الدنيا والآخرة، ولعل الشفاعة تدركه وندعوا له بالمغفرة.
9- ذهب أحد قضاة العامة إلى قبر السيدة زينب(ع) في الشام متفرجاً مع جماعة من خواصه، فلما وقف عند القبر قِيل له سلم على سيدتنا زينب(ع) حفيدة الرسول فقال لم أشم منها رائحة النبوة وحين خرج من الحرم انقلب على وجهه وانكسرت رجله، فصاح احملوني إلى القبر فجلس عند القبر يعتذر ويبكي وأوقف لها عدة أراضي وأوصى بتعاهد قبرها وإهداء ثواب زيارتها إلى روحه بعد موته.
10- وصية وتعريف والدي (رض):
إن والدي السيد عبد الكريم بن السيد مصطفى الطباطبائي الحسني وهو من علماء الدين وكان من التجار (تاجر قماش) في الكاظمية بغداد وكان من العابدين إذ كان يعقب صلاة العشاء إلى نصف الليل تقريباً، ثم يقوم قبل الفجر بساعتين تقريباً لصلاة الليل والأدعية والذكر، وكان من البكائين من خشية الله ومن البكائين على مصائب الإمام الحسين(ع) إذ كان يغلق محله في شهر محرم الحرام ويلبس السواد ويعقد المجلس في بيته في كل ليلة ويخطب هو في المصيبة ويدعو خطباء آخرين وهو أحد خدام الزوار الحاضرين للمجلس بتوزيع الطعام والشراب.
وكان عالماً متقناً للأحكام الشرعية وتفسير القرآن والتاريخ والسيرة حتى أنه كان يحدث الناس أفراداً وجماعات ولم يجلس إليه أحد إلا سمع من المواعظ والسيرة ما يعجبه ويهديه حياه الله وبياه عند لقائه وأسعده في جنانه وجعله سبب رحمة وشفاعة لنا جميعاً إن شاء الله تعالى، ثم أنه حين حضرته الوفاة كان عنده أخوه الأصغر العم السيد محمد رحمه الله والوالدة رحمها الله تعالى فرأوه قد حسنت صورته والتفت إلى يمينه مسلماً ثلاث مرات ثم سقط رأسه على المخدة وانتقل إلى مولاه الرحيم جل جلاله.