ومن حوادث التوحيد بالإضافة إلى ما مضى:

1- خطب أبو حنيفة قائلاً: إن أبا عبد الله جعفر بن محمد يقول أن الله تعالى لا يمكن أن يرى وأنا أقول له: فكيف تعبد رباً لم تره؟! ويقول أن إبليس يحترق بنار الجحيم، وأنا أقول له كيف يحترق بالنار وهو مخلوق من النار؟! ويقول أن الخير من الله والشر من الإنسان، وأقول أن الله قادر على كل شيء وأنه خالق كل شيء فالخير والشر كله من الله تعالى فكان البهلول موجوداً وسمع هذا الكلام فرماه بالحجارة وهرب، فشكاه إلى هارون فأرسل إلى البهلول وجيء به فقيل له لماذا ضربت أبا حنيفة بالحجارة حتى أوجعت رأسه؟ فقال إني لم أضرب أبا حنيفة بل الله ضربه لأنه هو يقول أن الخير والشر كله من الله وليس من العبد وإني لا أصدق أن رأسه وجعه لأني لم أرَ الوجع وهو يكذب جعفر بن محمد قائلاً كيف تعبد رباً لم تره، ولا أصدق أن الحجر أثر فيه فإنه يخطئ الإمام(ع) في قوله أن إبليس يحترق في النار فكيف أثر فيه الحجر وهو مخلوق من التراب؟! فقال هارون لأبي حنيفة اذهب فقد ضُربت بفتواك.