48) الأصل الرابع الإمامة:

1) وبحوثنا في الإمامة هو أولاً إن التشكيك بالإمامة هو الأمر الخطير الذي فرق المسلمين عن بعضهم ولذا قالت الزهراء ع في خطبتها في المسجد حين غصب الخلفاء أرضها (وطاعتنا أماناً من الفرقة وإمامتنا نظاما للملة) بل هو موضوع النزاع في أول الخلق والعدوان من حين بعث الله الأنبياء والمبلغين على البشرية كما في الآية الكريمة: ((كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (213) )) سورة البقرة.
2) والإمامة أمر ضروري لإدارة البشرية وتأمين بعضهم من شر بعض وإلا لأكل الناس بعضهم بعضاً وقد رأينا على مرور التاريخ كيف أن غالب البشرية يميلون للشر والظلم ولم يكن الصالحون إلا أقل القليل فهذا مثلا نوح قد بلَّغ قومه 950 عاماً ثم لم يؤمن له إلا ثمانون نفر وإبراهيم(ع) بجرأته العصماء ما آمنوا له وأحرقوه واشترك في البذل لحرقه كلُ الناس.
3) وهي بالإضافة إلى أدلتها القرآنية القطعية لمن يفهم شيئاً منه والأحاديث المشهورة المتفق عليها لإثبات لزوم الإمامة ولتعيين الأئمة الملزمين على هذه الأمة والملزمين لها أي أن الإمامة حق وحكم واجب على الإمام أن يقوم بها كالنبوة على الأنبياء كذلك إنها حق له، فالإمام علي(ع) مثلاً يحرم عليه شرعاً أن يتنازل عن الإمامة ويهبها لغيره، كذلك الإمام الحسن والإمام الحسين وباقي الأئمة وكذلك يحرم على الأمة سلبهم إياها وإن سلبها منهم أعظم جرماً عند الله تعالى من سلب أي حاجة أخرى إذ كل شيء أمام عهد الله المقدس قليل وضعيف ولذا قال الله تعالى (الله أعلم حيث يجعل رسالته).
4) وهذه الآية صريحة في الموضوع لمن يفهم ((وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83) )) النساء، إذ المقصود بالفضل هذا هو القيادة الإلهية على الناس ولولا هذا لفسدت الأمة واختلفت.
ووجهه، أولاً الأحاديث في تفسير هذه الآية وأمثالها، وسياق الجملة الذي هو اتباع الرسالة وأولي الأمر فافهم جيدا ولا باس بمتابعة عدة آيات أخرى في الموضوع.
5) مثل ((وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) )) البقرة، تدل أولاً على أن الإمامة درجة فوق النبوة إذ اتخذه الله عبداً ثم نبياً ثم رسولاً ثم خليلاً ثم إماماً، وهذا ثابت لأئمة المسلمين إذ هم أفضل من الأنبياء جميعا وهم شهداء عليهم إلا محمداً فانه أفضل وهو الشاهد على الجميع ثانيا تدل على لزوم الإمامة على الناس وإدارتهم، ثالثا تدل على أنها من الله فلا تصح خلافة الأرض من مبايعة الناس وبدون نصب إلهي رابعا تدل على عصمة الإمام من الله وذلك لان الظالم الذي لا ينال العهد في الآية هو ولو كان بظلمٍ قليل وعليه فمن ظلم أقل ما يكون من الظلم فهو لا ينال عهد الله في الأرض.
6) ((قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) )) الشورى، يستفاد من الآية معنى دقيق واسع ومن بعضه:
أ – إن الأجر المعنوي أعظم من الأجر المادي وإن العمل العظيم الجبار لا بد أن يكون أجره من قبيله في العظمة ومناسب له في الجنس والجودة فأجر الرسالة هو تمام طاعتها ولا يتم برُّها وطاعتها إلا باتباع الأولياء بعد الرسول.
ب – ويؤكده أمره بالمودة وهي الطاعة مع الحب وليس بمعنى الحب فقط ولذا حرم موادَّة الفاسق والكافر وجاز حبُّه كما إذا كان زوجة أو أحد الأبوين أو الأقرباء فان الإنسان المؤمن يحبهم ولا يحل له أن يودَّهم أي يتبع طريقهتم وإلا حشر مع المنافقين الذين ((يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ)) المجادلة، وعلى هذا فقد أخطأ المفسرون الذين يفسرونها بمودة كل إنسان قرباه إذ كيف يطلق لزوم المودة مع أن كثيراً من الأقرباء ممن يحرم مودتهم كالفاسقين والكافرين وما أكثرهم وثانياً إنه منافٍ للأحاديث الصحيحة الكثيرة الثابتة عند الفريقين.
جـ – التعبير بالاقتراف لمن التزم بالولاية الحقة مما يدل على أن أهل الدنيا المخالفين يعتبرونها جريمة يقترفها الملتزم بها حتى أن النبي (ص) في غدير خم خاف انقلاب الناس وهجومهم على الكيان الإسلامي فلم يبلغ بتخليف علي(ع) حتى نزل (والله يعصمك من الناس).
7) ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ... (54) )) المائدة، معلوم أن حب الله لا يتم لمن يعصيه ولو قليلا فهذه الآية مخصوصة بالمعصومين عن الذنوب والمعاصي ولا تشمل من عصى وجهل وعلى رأسهم المتسلطون ((أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (54) )) وقد ثبت أن كل الأصحاب حصل لهم الخوف في الظروف الشديدة حتى أن الآية النازلة في حرب الخندق تقول: ((وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا (10) )) والآية مطلقة ولم يُستثنَ منها إلا من علم موقفه الجبار وعلى رأسهم أمير المؤمنين الذي قال عنه رسول الله (ص) (برز الإيمان كله إلى الشرك كله) وقال: (ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين).
8) ونواصل الآية السابقة ((إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ (56) )) المائدة.
أ) الآية صريحة بأنها نازلة في تولي أمور الخلق وإدارتهم السياسية الإلهية وليست هي في شيء آخر، وقد أخطأ الذين فسروا وهم راكعون بأنها وهم خاشعون إذ يكون المتولي والمتولى حينئذٍ واحداً وهو خلاف المنطق وخلاف التصوُّر.
ب) بالإضافة إلى اتفاق المحدثين من السنة والشيعة بأنها نزلت في علي أمير المؤمنين(ع) حين سأل سائل من العطاء فأشار إليه الإمام بإصبعه فاخرج منه الخاتم الثمين وذهب به فنزلت الآية فطلب النبي ذلك الفقير فدعي له فقال (ص) من الذي أعطاك؟ قال ذلك الذي يصلي في زاوية المسجد قال (ص) في أي حال أعطاك قال كان راكعاً فكبر رسول الله وقرأ الآية الكريمة وأوجب الولاية لعلي على المسلمين من بعده والروايات متواترة بالمضمون.
جـ) وأيضاً هي صريحة بأن أتباع هذا الطريق هم الذين سيغلبون وسينتصر هذا الحق على كل الأفكار والآراء والمذاهب في الأرض فلاحظ جيداً.

9) من بحوث الإمامة وأدلتها حادثة عيد الغدير:
خلاصة حادثة عيد الغدير المبارك أنها حادثة فاصلة بين المؤمنين والمنافقين وهي في شهر رجب عام 10هـ، أن جبرائيل نزل على النبي (ص) قائلاً له بأنك أحسنت أداء الرسالة وبقي عليك خصلتان الحج والولاية، فأرسل النبي إلى كل من أسلم من الناس في القرى والمدن من يخبرهم بأن النبي يحج هذا العام حجة الوداع، فاجتمع كل من استطاع الحركة للحج فأحرموا وطافوا وصلّوا وسعوا فنزل جبرائيل بأن كل من ساق معه هدياً فلا يقصر حتى يذبحه بمنى ويسمى حج القِران وكل من لم يسق هدياً قصّر وأحل من إحرامه ويسمى عمرة وحج التمتع فاعترض عمر على هذا التحلل فقال النبي (ص) إن هذا لا تؤمن به ـ وصحيح أنه قد حرمه في أول خلافته ـ ثم جاء علي بألف نفر من اليمن وشارك رسول الله (ص) في هديه وكان مئة جمل فجعل لعلي 36 جملاً وبقي للنبي 64 ولما وصل النبي منى خطب فيهم خطبة طويلة أعاد عليهم أحكام الدين ولما أكملوا الحج وأقفلوا نزل جبرائيل بالآية: ((يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (67) )) أي بلِّغ الأمر الذي (أُنْزِلَ إِلَيْكَ) في شهر رجب الماضي (مِنْ رَبِّكَ) وهو ذكر الولاية لعلي (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) وكل تبليغاتك الماضية تذهب سدىً ولا تعتبر رسولاً إلا بتبليغ ولاية عليّ(ع) ومعلوم أن هذا الأمر خطير فالنبي يحذر المنافقين فيه وهم كثر، حتى نزل قوله تعالى: ((وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)) بأن يخمد أنفاسهم حتى تتم الخطبة والمبايعة، فخطب وقال من كنت نبيه فعلي وليه وإن الله مولاي وأنا مولاكم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ودعا طويلاً والخطبة طويلة قد كتبت فيها كتاباً أسميته (ميثاق الإسلام في عيد الغدير)، ثم جاء أحد المكذِّبين ـ وهم كثر ـ بعد مبايعة كل الناس وهم 120 ألف نسمة مشككاً بشرعية فعل النبي فاقسم له النبي أنه من الله فتولى وأهلكه الله من حينه ثم نزل قوله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي... وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً)) فسجد النبي (ص) قائلاً: (الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب بنبوتي وبولاية ابن عمي علي بن أبي طالب(ع) ولكنها لم تتم، إذ حاولوا بعد ذلك تنفير ناقة الرسول لقتله، وارتابوا في أوامره حين طلب دواةً وكتف حتى يكتب لهم عهداً بتخليف علي فقالوا إن الرجل ليهجر وعصوه في تنفيذ جيش أسامة ومكروا مكراً كُبَّاراً مع إلحاحه الشديد لتنفيذه ولعن من تخلف عن جيش أسامة وافتتنوا من بعده كما في الآية: ((أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ (144) )).
فهددوا علياً بحرق الدار وسحبوه معلنين قتله إن لم يبايع وضربوا بنت رسول الله حتى كسر ضلعها وأسقطوا جنينها وغصبوا أرضها حتى ماتت وهي واجدة عليهم ومعلوم أن غضبها من غضب الله ورسوله كما في متواتر الأحاديث وإلى الله المشتكى.

10) ومما ورد في أهل البيت(ع):
حديث الثقلين: (عن أبي سعيد الخدري (رض) قال خطب رسول الله (ص) فقال يا أيها الناس إني تركت فيكم الثقلين خليفتي إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي وهم أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض). ولهذا الحديث إسناد كثيرة منها:
ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص30 وما بعدها.
كنز العمال 343 ط حيدر آباد.
صحيح الترمذي 13 ص200 مصر.
طبقات ابن سعد2 ص194 ط مصر.
مستدرك النيشابوري 3 ص148 حيدر آباد.
معجم الطبراني 73.
تفسير السيوطي 2 ص60 ط مصر.
الصواعق المحرقة 147.

11) ولاية أهل البيت في الأذان والإقامة:
إن الله تعالى أنزل في الأذان والإقامة ثلاث شهادات وثلاث حيعلات ومن شك بالشهادة لعلي بالولاية فعليه بكتابنا (ميثاق الإسلام في الشهادة الثالثة)، ومن شك بالحيعلة الثالثة (حيَّ علي خير العمل) فعليه بكل صحاح السنة والشيعة تنقل ذلك عن رسول الله(ص) وإنما تركها عمر قائلاً: (ثلاث كن على عهد رسول الله(ص) وأنا أحرِّمها وأعاقب متعة الحج ومتعة النساء وحيَّ علي خير العمل) والرواية مشهورة راجع الصحاح في فصول الأذان، وقال الإمام الصادق(ع): (إنما تركت حيّ على خير العمل لعلة ظاهرة وعلة باطنة، أما الظاهرة فزعموا أن خير العمل هو الصلاة فلو انشغل الناس بالصلاة تركوا الجهاد! وأما الباطنة فهي أن خير العمل هي ولاية أهل البيت فلو تمسك بها الناس تركوا خلافتهم)، وأقول إن زعم أنها الصلاة كذب ظاهر إذ أن حيّ على الصلاة موجود فلا معنى لإعادته وأيضاً إن في الحديث الشريف (لا تنظروا إلى كثرة صلاة الرجل وصيامه إنما هو شيء أدمن عليه ولكن انظروا إلى معاملته بين الناس)، فعليه إن حسن المعاملة مع الناس هي خير من الصلاة والصوم فهذا الزعم كاذب إذاً، وأقول إن الحيعلة الأولى (حيّ على الصلاة) تقابل الشهادة الأولى إذ أن العبادة لله وحده. والثانية الفلاح تقابل العمل بالدستور الرسالي الذي هو الشهادة الثانية فلا فلاح لمن يخالف أمر الرسول فيه وفي أهل بيته، والثالثة تقابل الثالثة إذ هي الولاية، فمن عمل بها فقد عمل بقوله تعالى: ((إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (55) )).

12) الأئمة وكرامتهم عند الله في البسملة:
عن أمير المؤمنين(ع) أنه (كل ما في القرآن هو في الحمد وكل ما في الحمد هو في البسملة وكل ما في البسملة هو في الباء وكل ما في الباء هو في النقطة تحت الباء وأنا النقطة تحت الباء).
عن مجموعة كبيرة من التفاسير والكتب منها ينابيع المودة، ومنهج الصادقين في سورة الحمد وتفسير الرازي ج1.
وقد ورد الحديث: (كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر) وعليه فاللازم على المسلم أن يبدأ في أعماله وأقواله بخليفتي رسول الله (ص) القرآن وولاية علي(ع)، وكذا في الحديث: (إن البسملة كلمة مقدسة مختصة بشعار المسلمين يستفتحون بها في أقوالهم وأعمالهم). الحديث مشهور ومنه في البصائر ج1 ص225 وفي أحسن الحديث لطالب الجوهري، وقد مر بنا الحديث عما في الجنة بأن فيها أربعة أنهر أحدها ينبع من (بسم) والآخر من (الله) والآخر من (الرحمن) والرابع من (الرحيم)، وعن الإمام الصادق(ع): (قاتلهم الله إنهم عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله وتركوها في صلاتهم) وهي البسملة، وفيها نزل قوله تعالى: ((وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (46) )) سورة الإسراء. ومما يؤكد ويوسع حديث البسملة وولاية علي فيها قول الشيخ الحنفي القندوزي (رح): (اعلم أن جميع أسرار الكتب السماوية في القرآن وجميع ما في القرآن في الفاتحة وجميع ما في الفاتحة في البسملة وجميع ما في البسملة في النقطة التي هي تحت الباء، قال الإمام علي كرم الله وجهه أنا النقطة التي تحت الباء) ينابيع 69.

 

13) سعة علم الأئمة(ع) وسعة الكون:
سأل عبد الله بن عباس أمير المؤمنين(ع) عن تفسير القرآن فوعده بالليل فلما حضر ليلاً، قال: ما أول القرآن؟ قال: الفاتحة. قال وما أو أول الفاتحة؟ قال: بسم الله. قال وما أول بسم الله؟ قال: بسم. قال: وما أول بسم؟ قال: الباء. فجعل يتكلم في الباء طول الليل فلما قرب الفجر قل لو زادنا الليل لزدنا) تفسير البرهان وعنه (فانفلق عمود الصبح وهو بعد لم يفرغ فرأيت نفسي في جنبه كالفوارة في جنب البحر المتلاطم). أحسن الحديث 72 وعن أرجح المطالب 113 ط لاهور.
وقال: (قال علي رضي الله عنه مرة لو شئت لأوقرت لك سبعين بعيراً من بسم الله الرحمن الرحيم). عن مطالب السؤل 26ط طهران.
جملة ما روي عن الإمام زين العابدين أنه سئل عن عمر الأرض فقال ما معناه: مائة ألف × مائة ألف × مائة ألف × مائة ألف × خمسين ألف عام) فيساوي:
5.000.000.000.000.000.000.000.000 يعني خمسة وأمامها 24 صفر.
وأما الأبعاد والسعة الكونية فقد ورد أن الأرض بالنسبة للسماء كحلقة في فلاة والسماء الأولى للثانية كحلقة في فلاة وهكذا إلى السابعة ثم المجموع بالنسبة للحجاب الأول كذلك والأول للثانية إلى سبعة حجب العرش، ثم المجموع بالنسبة للعرش كذلك.
ومعلوم أن مساحة الكرة الأرضية فعلاً على حسب القياسات الحديثة:
قطر الأرض الطولي (خط كرنچ من الداخل) 12714كم.
قطر الأرض العرضي (الاستواء من الداخل) 12756كم.
محيط الأرض العرضي (الاستواء خارجياً) 40077ميل.
محيط الأرض الطولي (خط كرنچ خارجياً) 40009ميل.
والميل هو 1875م فبالكيلو يكون الاستواء وكرنچ أقل من ذلك = 74836.875كم.
ومساحة الأرض 149400000كم مربع، وفي المنجد أن مساحة البحار 360700000كم مربع. مساحة المحيط الأطلسي = 106500000 وهو خمس مساحة الكرة الأرضية يعني = 532.000.000 كم الكرة قال ومتوسط عمق الأطلسي = 3332م.
مجموع المساحة = 510100000كم مربع.
نسبة الأرض 10/3 ونسبة البحر 10/7 وقد خططت الأرض بخطوط وهمية كل من الطول والعرض 360 خط تقطع الشمس كل خط في 4 دقائق أي مسافة الخط الطولي = 111.3ميل أي تقطع الشمس في كل دقيقة 4/1 27.8ميل وينقص منه المقدار الزمني للحركة الانحرافية ما بين الميل الشمالي والجنوبي وهو قليل جداً، وميل الشمس في شمال الاستواء 22.5 وهكذا في جنوبه ومجموعها 45 درجة تقطعها في ستة أشهر ذاهبة وستة راجعة أي ربع خط كرنچ = 1000246.25م بتحول الميل إلى متر تقطعها في ستة أشهر أي في كل يوم تقطع 555677متر والميل كما ذكرنا 1875متر.
وفي الآية أن عروج الملائكة وعلى رأسهم جبرائيل في يوم مقداره خمسين ألف سنة فلو حسبنا بطيران الطير أنه يقطع في كل يوم حوالي 54كم فيكون مقر جبرائيل عن الأرض حوالي مليار كم، وأنه لما رفع النبي محمد (ص) إلى مقره على رأس السموات قال لو تقدمت أنملة لاحترقت فارتفع النبي وحده في حجب العرش.
ومما ذكر في العلم الحديث أن الشمس تكبر حجم الأرض بمليون ونصف مرة تقريباً.
بمعنى أن حجم الشمس 765150.000.000.000كم مكعب، وهناك نجوم هي أكبر من الشمس بملايين المرات.
وفي الحديث السابق أن الأرض بالنسبة للسماء الدنيا كحلقة في فلاة، فلو فرضنا أن الحلقة 5سم والفلاة 10كم فالناتج هو ضرب مساحة الأرض بـ 200000= 102020.000.000.000كم مربع السماء الدنيا، وهكذا تضرب للسماء الثانية فتكون السابعة = 32 صفر مع 692928كم والرقم يضرب أيضاً للحجاب الأول وهكذا للسابع فيكون 58 صفر 36694784كم مربع والعرش ملايين الأضعاف لهذا الرقم وإني اعتقد أن معنى السماء هو طبقة كونية مؤلفة من شموس ومجرات وأجرام ومجموعتنا الشمسية هي جزء من ملايين الأجزاء من تلك المجرات والأئمة(ع) لم يعيشوا في أزمنة أناس يفهمون هذه الأمور فاكتفوا أن يعددوا لهم العوالم بعبارة ألف ألف وما شابه وإلا فهي ملايين الملايين أو بلايين البلايين، مثل ما إذا أردت أن تشبه سعة البحر لطفل عمره خمس سنين وهو يسأل عن ذلك بإلحاح فتقول له إنه أوسع من بيتنا إلى بيت جدك فلان الذي في المدينة الفلانية ـ الذي يبعد عشر كيلومتر مثلاً ـ ولا يفهم التشبيه بأكثر من ذلك وإذا ضعف فهمه أكثر تقول له أنه أوسع من بيتنا هذا وهكذا.
معاودة على علم آل محمد (ص):
ثم واصل معنا ذلك في الحديث عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله(ع) إذ خرج إلينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال يا عجباً لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب! ما يعلم الغيب إلا الله عز وجل، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي.
قال سدير: فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ونحن نعلم أنك تعلم علماً كثيراً ولا ننسبك إلى علم الغيب فقال: يا سدير ألم تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل: ((قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)) قلت جعلت فداك قد قرأته قال فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب قال قلت أخبرني به قال قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب؟ قال: قلت جعلت فداك ما أقل هذا؟
فقال: يا سدير ما أكثر هذا أن ينسبه الله عزوجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل أيضاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب؟
قال: قلت قد قرأته جعلت فداك قال أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه قلت: لا بل من عنده علم الكتاب كله قال فأومأ إلى صدره وقال: علم الكتاب والله كله عندنا علم الكتاب والله كله عندنا). عن أصول الكافي1 ج3 ص257.
والكليني (رض) أيضاً عن الإمام الباقر(ع):
(إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). أصول الكافي ج1 ص230.

14) علوم وآثار ومدخرات وإنهم حاضرون الغائبات:
ثم انظر ما كتبته لك في كتاب الولاية:
1- ومنها اعتراف مخالفيهم فيهم: قال مالك بن أنس إمام المالكية (ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادةً وورعاً)، وقال ابن حجر في الإمام الحجة(ع): (أبو القاسم الحجة وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين آتاه الله فيها الحكمة ويسمى القائم المنتظر). الصواعق 124.
2- ومنها بعض معاجزهم العلمية: سأل أبو بصير الإمام الباقر(ع) قال: (هل ورثتم جميع علم رسول الله (ص)؟ قال: نعم. قلت: وانتم تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟ قال: نعم بإذن الله ثم قال أدن مني يا أبا بصير فدنوت منه فمسح بيده على وجهي فأبصرت السهل والجبل والسماء والأرض ثم مسح بيده على وجهي فعدت كما كنت لا أبصر شيئاً).
3- دخل أبو بصير على الإمام الصادق(ع) مجنباً، فنظر إليه مغضباً وقال: (يا أبا بصير أما علمت أن بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب؟ فاستحييت وخرجت.
4- في معجزة الإمام الكاظم(ع) أهدى هارون لوزيره الشيعي علي بن يقطين دراعة ثمينة فأرسلها ابن يقطين إلى الإمام الكاظم(ع) فأعادها الإمام(ع) بيد غير القادم بها وأمره بالاحتفاظ بها فإنه سوف يسأل عنها وبعد مدة وشى الخادم عند هارون بأن ابن يقطين شيعي وعلامة ذلك بأنه أرسل الدراعة إلى إمامه الكاظم فأرسل هارون إلى ابن يقطين وسأله عنها قال: هي موجودة في المكان الفلاني فأرسل خادماً أتى بها، وكان عازماً على قتله لو فعل فاعتذر منه وقال: إني شككت أنك شيعي.
والإمام الهادي(ع):
تشيع رجل في أصفهان فقيل له كيف قلت بإمامة على بن محمد الهادي دون غيره فقال كنت رجلاً فقيراً وأخرجت من أصفهان مع آخرين فتوجهنا إلى المتوكل للشكوى على مخرجينا فرأيت العسكر قد جاء بعلي الهادي ورأيت عليه نور العبادة والصلاح فأحببته ودعوت له في نفسي أن يسلمه الله من شرهم وقد خفت عليه القتل، فالتفت إليَّ وقال: قد استجاب الله دعاءك وطول الله عمرك وكثر مالك وولدك فارتعدت وعلمت أن معه السر الأعظم وقد رزقت عشرة أولاد ومالاً كثيراً وها أنا ذا قد بلغت نيفا وسبعين عاماً.
وقال لمحمد بن الفرج إن أردت أن تسأل مسألة فاكتبها وضعها تحت مصلاك ساعة ثم أخرجها ففعلت ذلك فرأيت جوابها موقعاً بتوقيع الإمام(ع).
والإمام العسكري(ع): عن أبي هاشم الجعفري أنه سأل رجل أبا محمد الحاجة: فحك الإمام بعصاه الأرض فأخرج سبيكة نحو 500 دينار فأعطاه إياها، وقال: اعذرنا وعن أبي عاصم الأعمى قال: دخلت على أبي محمد(ع) فقال لي يا علي بن عاصم انظر إلى ما تحت قدميك فإنك على بساط قد جلس عليه كثير من الأنبياء والمرسلين(ع) والأئمة(ع) فقلت في نفسي ليتني أرى آثارهم فعلم ما في ضميري فقال: ادن مني فدنوت منه فمسح بيده الشريفة على وجهي فصرت بصيراً. قال: فرأيت في البساط أقداماً وصوراً فقال: هذا قدم آدم وموضع جلوسه وهذا أثر هابيل حتى عدد أربعين نبياً ووصياً ثم عدد الأئمة(ع) حتى وصل إلى الإمام المهدي(ع) ثم قال وأعلم أنها آثار أنبياء وأولياء دين الله وأن الشاك فيهم كالشاك في الله ومن جحدهم كمن جحد الله ثم قال اخفض طرفك). فرجع أعمى.
5- ومما ورد من علم الأئمة(ع) وإمامتهم:
في تفسير البرهان 4 ص122 في الآية: ((وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) )) سورة الشورى.
عن الإمام الصادق(ع): (قال قال رسول الله (ص): لقد أسرى بي ربي عز وجل وأوحى إليَّ من وراء حجاب ما أوحى...
يا محمد إن علياً أول من آخذ ميثاقه من الأئمة(ع) يا محمد إن علياً هو آخر من أقبض روحه من الأئمة وهو الدابة التي تكلم الناس يا محمد إن علياً أظهره على جميع ما أوحيه إليك ليس لك أن تكتم منه شيئاً يا محمد إن الذي أسررته إليك فليس مما بيني وبينك سر دونه يا محمد إني ما خلقت من حرام وحلال إلا وعلي عليم به).
وعن الباقر(ع) عن أبيه عن جده الحسين(ع) قال: لما نزلت هذه الآية: ((وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)) قام أبو بكر وعمر وقالا: يا رسول الله هو التوراة؟ قال: لا. قالا: هو الإنجيل؟ قال: لا. قالا هو القرآن؟ قال: لا. وأقبل علي أمير المؤمنين(ع) فقال: رسول الله (ص) هو هذا إنه الإمام الذي أحصى الله فيه علم كل شيء وإن السعيد كل السعيد من أحب علياً في حياته وبعد وفاته وإن الشقي كل الشقي من أبغضه في حياته وبعد وفاته).
وعن المفضل بن عمر قال: (دخلت على الصادق(ع) ذات يوم فقال لي: يا مفضل عرفت محمداً وعلياً وفاطمة والحسن والحسين(ع) كنه معرفتهم؟ قلت يا سيدي ما كنه معرفتهم... قال: يا مفضل أن تعلم أنهم علموا بما خلق الله عزوجل وذراه وبراه وإنهم كلمة التقوى وخزان السموات والأرضين والجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلا علموها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وهو في علمهم...).
علم علي(ع) بكل إنسان ماضيه ومستقبله إلى يوم القيامة:
وفي نهج البلاغة قول الإمام علي(ع): (والله لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه) أي بآبائه وأمهاته (ومولجه) أي بذراريه ومستقبل حياته ووفاته (وجميع شأنه لفعلت ولكن أخاف أن تكفروا فيَّ) أي بسببـي وبسبب قولي هذا (وبرسول الله (ص) ألا فاعلموا أني مفضيه) هذا السر العظيم (إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك) أي لا يخاف عليه الارتداد والتشكيك بالنبوة (والذي بعثه بالحق واصطفاه على الخلق ما أنطق إلا صادقاً ولقد عهد إليَّ بذلك كله وبمهلك من يهلك ومنجى من ينجو وقال الأمر وما أبقى شيئاً يمر على رأسي إلا أفرغه في أذني وأفضى به إليَّ أيها الناس إني والله ما أحثكم على طاعة إلا وأسبقكم إليها ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها). الخطبة 174 نهج البلاغة.
ولما قتل الخوارج قيل له يا أمير المؤمنين قتل القوم كلهم فقال: (كلا والله إنهم لنطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء كلما نجم منهم قرن قطع حتى يكون آخرهم لصوصاً سلاَّبين) خطبة 59.

15) حرمة لحوم الأنبياء والأولياء على الوحوش:
1- زعمت امرأة فقيرة في عهد الإمام الرضا(ع) بأنها زينب بنت أمير المؤمنين(ع) فأخذوا بها إلى المأمون فلم تقر بالكذب فأتي بالإمام الرضا(ع) فقال أن لحوم بني هاشم حرام على الوحوش فأمروها بالنزول إلى بركة الأسود. فطلبوا منه أن يفعل هو ذلك أولاً فنزل وحامت حوله الأسود ثم أمرهن بالتأخر وخرج فأمرت بأن تنزل هي فبكت واعترفت بالكذب فأمر الإمام بعفوها وأنها فقيرة فساعدها بالمال.
2- لما زعم أبناء يعقوب بأن يوسف قد أكله الذئب طلب يعقوب مجموعة الذئاب فانطقهن الله فقلن نحن معاشر الذئاب لا نأكل لحوم الأنبياء وأبنائهم الصالحين.
3- قال الإمام الصادق(ع) لأحد أصحابه بأنه سوف يعترضه أسد في الطريق فليقرأ عليه آية الكرسي ويقسم عليه بإبراهيم الخليل والنبي محمد وفاطمة وأمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر بن محمد(ع) فلما اعترضه في الصحراء أقسم عليه فذهب عنه.
4- الإمام الباقر(ع): كان في بعض الطريق فنزل إليه ذئب فوقف له فهمس بأذن الإمام(ع) فأشار إليه أن الله قد فعل فتعجب الجماعة منه فقال لهم إن أُنثاه في حال الولادة فسألني أن أدعوا الله لتسهيل الولادة فقلت له أن الله قد سهل ولادتها وعاهد بأن لا يتسلط هو ونسله على شيعة الإمام(ع).
5- وأمير المؤمنين(ع): كان على المنبر فدخل المسجد عفريت ففَّر الناس منه حتى تسلق المنبر وهمس بأذن الإمام والإمام يجيبه حتى ذهب فسألوه عنه قال أنه عالم الجن سأل مسائل وأجبته.

وأخيراً لا تظن أن الوحوش لا تفهم شيئاً وتعيش البعثرة والعنتريات والتكالب على بعضها بحمق؟ كلا إن الله سبحانه وتعالى

يقول

((إِنَّا كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ)) وقال سبحانه: ((قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (50) )) سورة طه.

فالله تعالى حين خلق الوحوش مثلاً هداها إلى ما يصلحها عما يفسدها، ولذا قال رسول الله(ص): (إن الأسد يقول في زئيره اللهم لا تسلطني على عامل (مصطنع) المعروف).