الاختلاف في أئمتنا(ع):

إن جميع العلماء من فرق المسلمين من محدثين وفقهاء ومفسرين ونحاة وغيرهم، قد اعترفوا بأن أئمتنا وعلى رأسهم علي بن أبي طالب هم أعلم وأفضل هذه الأمة من بعد رسول الله إلى يوم القيامة، وإنما توقف في ذلك من توقف لمجرد الخلاف والعناد وليس لشيء من البرهان لديه، وقد نقلت في رسالتي العملية وغيرها أقوال أعدائهم وقاتليهم فيهم ومخالفيهم من المحدثين وغيرهم وقد نسب ابن أبي الحديد في أوائل شرحه جميع العلوم إلى الإمام أمير المؤمنين(ع) وبعد الاتفاق على أعلميتهم وأفضليتهم ورواية جميع المحدثين من المخالفين والموالفين في ذلك ومع ذلك اختلفوا في منصب الإمامة فيهم وتخصيص الخلافة لهم:
ـ ففرقة أنكروا الإمامة والخلافة بالمرة وهم بعض فرق الخوارج ومن شابه.
ـ وفرقة اعترفوا بالخلافة بحسب الذي جرى بالتاريخ من كون أمير المؤمنين رابعهم، واعترفوا بالأحاديث الكثيرة في الإمامة وأنها منصوصة على أئمتنا الاثنى عشر، اعترفوا بها نقلاً وأنكروها تطبيقاً، على ذلك كل مذاهب العامة إلى أن يظهر الإمام الحجة(ع) فيظهر الحق.
ـ منهم من يعتقد بعلي والحسنين ويشكون بإمامة زين العابدين(ع) منتقلين بالإمامة إلى محمد بن الحنفية كما نقلنا عن الكيسانية.
ـ ومن يعتقد بأربعة من أئمتنا ويشك بالإمام الباقر(ع) وهم الزيدية.
ـ ومن يعتقد بستة ويشك بالكاظم(ع) وهم الإسماعيلية والفطحية كما قلنا.
ـ ومن يعتقد بسبعة ويشك بالثامن وهو الرضا(ع) وهم الواقفية.
وكل هذه الفرق على خطأ واضح ومخالف للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية سواء نسبت نفسها لأهل البيت أم أنكرتهم بالمرة، فإن الإمام الرضا(ع) يقول: (من أنكر واحداً منا فقد أنكرنا)، ولا حاجة لإعادة روايات الأئمة من بعدي اثنى عشر كلهم من قريش والتي تواترت في صحاح العامة جميعاً بلا استثناء ومنها في صحيح مسلم أن النبي(ص) يشير إلى الإمام الحسين(ع) ويقول: (ابني هذا إمام وابن إمام وأخو إمام وأبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم).
وأوصي الشباب بمطالعة كتاب المراجعات، والنص والاجتهاد للسيد شرف الدين (رض)، وكتاب معالم المدرستين للسيد العسكري (رض).

يقول الزمخشري في الكشاف:

تعجبت من هذا الزمان وأهله

 

فلا أحد من ألسن الناس يسلم

فإن شافعيا قلت قالوا بأنني

 

أبيح نكاح البنت والبنت تحرم

وإن حنفيا قلت قالوا بأنني

 

أبيح الطلا وهو الشراب المحرم

وإن حنبلياً قلت قالوا بأنني

 

أبيح لهم أكل الكلاب وهم هم

وإن مالكياً قلت قالوا بأنني

 

بغيض حلوليّ سخيف مجسم

وإن جعفرياً قلت قالوا مقدماً

 

علياً على الصحب الذين تقدموا

وإن قلت من أهل الحديث وحزبه

 

يقولون هذا ليس يدري ويفهم

ويقول آخر:

تساءلت مع هذا الزمان وأهله

 

عن الفرقة الناجين في محنة السؤل

أفي الفرقة الناجين آل محمد

 

أم الفرقة الهلاك بالله ذا قل لي

فإن قلت في الناجين فالقول واحد

 

وإن قلت في الهلاك حزت عن العدل

فدع لي علياً والأئمة بعده

 

وأنت من الباقين في أوسع الحل

ويقول السيد الحميري (رحمه الله) حين اهتدى للتشيع على يد الإمام الصادق(ع):

كذب الزاعمون أن علياً

 

لا ينجي محبه من هناتِ

إنني قد دخلت جنة عدن

 

وعفاني الإله عن سيئاتي

فابشروا اليوم يا محبي علي

 

برضاه وواسع الجناتِ

ثم والوا من بعده لبنيه

 

واحداً بعد واحد بالصفاتِ