7- وصيَّتي للمتوضئين:

إن المؤمن هو من يصحِّح عبادته يوماً بعد يوم أكثر فأكثر ويتقبل نصائح الناصحين ولا تأخذه العزة بالإثم فيبقى على خطئه وبطلان وضوئه ومما حصل أني رأيت رجلاً كبيراً لا يحسن الوضوء بأن يمسح يديه بإهمال ولا يؤكِّد غسلها من جميع أجزائها ولا يكمل مسح رجله فلا يبدأ بالمسح من رؤوس الأصابع وإنما يمسح من بعض الأصابع إلى فوق وإني كنت معمَّماً وعمري آنذاك 35 عام وهو كان يزيد عن الخمسين عام فتقربت منه وقلت يا عم أحسن غسل يديك وأكمل مسح رجليك وجزاك الله خيراً إن شاء الله تعالى فأخذته العزة بالإثم وقال أنت مثل ولدي وتعلمني اذهب عني فاني أصلي قبل أن تلدك أمك وقبل أن يتزوج بها أبوك.
فابتسمت وقلت له صحيح تقول ولكن تذكير الناس لبعضهم لا يشترط فيه طول العمر أو قصره ويمكن للشخص أن ينصح أباه أو جدَّه أو عمه فاني اعتبرك مثل والدي وأنصحك وإنك غير معصوم ويقول في الحديث: (المؤمن مرآة المؤمن).
فعليك أن تصلح خطأي وأنا أصلح خطأك وإلا فنحن مقصِّرون في الدين وبعد كل هذا الدفاع طردني وصعَّر خدَّه وبقي جاهلاً بالمسألة.

ثم إن الوضوء يشترط فيه ثلاثة شروط:
الأول ـ كمال الإخلاص ونية القربى لله سبحانه وتعالى بلا أي وسوسة شيطانية للرياء والسمعة والتظاهر السخيف بحسن الأداء.
الثاني ـ صحة العمل والأداء وقبول نصائح المؤمنين العارفين وعدم الاستكبار على الصغير وحتى ولو كان الشخص من العلماء فانه غير معصوم فقد ينبهه من هو ليس من العلماء فعليه أن يتقبل منه ولا يستكبر على أحد من الناس، فقد روي في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين(ع): (رب ناقل علم إلى من هو أعلم منه).

الثالث ـ أن يوافق عمله السنة ويخالف البدعة فلا يغسل الوجه واليدين ثلاثا فانه بدعة محرَّمة وانما غسلة أو غسلتان وأن يغسل من المرفق إلى الأصابع لا العكس وأن يغسل وجهه ويديه ويمسح رأسه ورجليه كما في القران الكريم ولا يخالف القران فيغسل رجله زاعماً وجود روايات من بعض الرواة، ولا يزيد على القرآن بمسح أذنه ورقبته فإنها من البدع ولا يقول لك بعض الجهلة بأنها بدعة حسنة فان كل بدعة ضلاله وكل ضلالة إلى النار ولا يحتج الآخر بان الشيعة، أيضا لهم بدع وزيادات في الشرع فان الجواب أن الشيعة ليس لهم ولا بدعة واحدة ولم يخالفوا القرآن وحديث المعصومين ولا بحرف واحد وأن كل ما لديهم له آثار من الأحاديث الشريفة التي يجهلها كثير من الناس، كما أني أؤكد على الأصدقاء الالتزام بآداب الوضوء وسننه.