فصل أوصاف المستحقين للزكاة

[حكم -126] يشترط في  أخذ الزكاة شروط

الأول: الإيمان
[حكم -127] اذا اعطى الزكاة لغير الشيعي فلا يجزي ويجب الاعادة وكذلك لو اعطاها للكافر الا لسهم المؤلفة قلوبهم وسهم سبيل الله مع المصلحة في عطاء غير المؤمن كالتصنع لجلاوزة السلطان لنجاة المؤمنين كما قلنا قريباً.
كما في خبر الأوس عن ابي الحسن الرضا(ع):  (اذا دفعتها الى شيعتنا فقد دفعتها الينا فقال: اني لا اعرف لها أحداً فقال انتظر بها سنة قال فان لم أصب لها أحداً؟ قال(ع): انتظر بها سنتين ثم قال له ان لم تصب لها أحداً فصرها صرارا واطرحها في البحر فان الله حرم اموالنا واموال شيعتنا على عدونا)(1).
وعن الكاظم(ع) قال: ((قلت له الرجل منا يكون في ارض منقطعة كيف يصنع بزكاة ماله؟ قال: يضعها في إخوانه وأهل ولايته قلت فان لم يحضره منهم فيها أحد؟ قال(ع) : يبعث بها اليهم قلت فان لم يجد من يحملها إليهم؟ قال(ع) يدفعها الى من لا ينصب قلت فغيرهم؟ قال ما لغيرهم الا الحجر))(2).
وينصب يعني يعادي أهل البيت(ع) ولا ينصب يعني سني محب لأهل البيت(ع).
[حكم -128] تعطى الزكاة لاطفال المؤمنين ومجانينهم سواء المميز وغيره ويستلم عن غير المميز من يطعمه.
والسفيه ان كان يستلم الزكاة ولا يسرفها وانما يأكل بها جاز تسلميه والا فليسلتم عنه من يصرف عليه.
والصبي المتولد من مؤمن وغيره ان كان بعمر عشر سنين سئل وعرف فان عرف واعترف بأهل البيت(ع) اعطي ان كان فقيراً وان أنكر أبعد ولم يعط.
وان كان أقل من عشرة تبع المؤمن من أبويه الا اذا كان في حوزة غير المؤمن
[حكم -129] ابن الزنا من حيث انه لا يفلح ومن حيث انه يفشل في ولايته لامير المؤمنين(ع) حين يمتحن كما في الأحاديث فلا يعطى من الزكاة.
وهذا سبب جعل العامي اذا تشيع لا يعيد اعماله الا الزكاة لانه كان قد بذلها لغير أهلها فيعيدها وأما لو اعطاها مؤمناً شيعياً ثم تشيع هو فقد قبلت ولم يعدها كباقي اعماله.
[حكم -130] استشكل صاحب الحدائق وصاحب المستند في اعطاء عوام الشيعة من الزكاة حيث ان بعضهم لا يعرف حتى اسماء الائمة(ع) واذا عرف فلا يعرف ترتيبهم ولا يعرف انهم  سلسلة اباء وابناء ولا يعرف الآيات ولا الاحاديث التي تشير الى ولايتهم.
قلت هذا اغراق في القيد ولا دليل لهم واني على علم ان اكثر اصحاب اوائل الائمة لا يعرفون بقية ابنائهم كأبي ذر ومقداد وبعض ابناء صوحان وبني الاشتر والتمام واني اذكر حديثا للإمام الصادق(ع) : (ان ام سلمة كانت لا تعرف اسماء الائمة) وقد رضي الله عنهم وكلهم شيعة صالحون بل عظماء مجاهدون

وان الله لم يشترط معرفة تاريخ أهل البيت(ع) وإنما اكتفى بمودتهم يعني محبتهم واتباعهم [قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى](3).


(1) الوسائل ب3 ح1 المستحقين. و ب31 مقدمة العبادات.

(2)  الوسائل ب3 ح2 المستحقين.

(3) سورة الشورى 42/23.