خصائص النبي(ص) في النكاح وغيره:

[حكم - 583] قد ثبت ان الله خصَّ الانبياء بنزول الوحي عليهم. وخص الانبياء والاولياء بما فيهم الائمة الاثنى عشر عليهم الصلاة والسلام بالكرامات والمعاجز. وقد خص النبي محمداً دون الجميع بامور لا يشاركه فيها أحد من الاولياء وهي:

أولاً: له ان يتزوج اكثر من اربع نسوة. فقد قيل انه تزوج اثنتي عشرة امرأة وقيل خمس عشرة وثلاث اماء وقيل ثماني عشرة. والتسعة التي توفي في وجودهن.
أ- عائشة بنت ابي بكر التي تظاهرت مع حفصة على الرسول فهددها الله بالطلاق والتي كانت اجرأ نساء النبي عليه واظهرهن للحسد والغيرة والتي نهاها الله عن الخروج فخرجت وحاربت إمام زمانها وقتلت آلاف من المسلمين. وقد نهاها النبي كذلك قائلاً: ((أيتكن تخرج لمحاربة ولي الله على الجمل الادبب فتنبحها كلاب الحوأب فيغضب الله عليه ثم التفت الى عائشة وقال: يا حميراء إياك ان تكونيها)). راجع شرح ابن أبي الحديد ج2 ص80 ومسند أحمد والمستدرك وتلخيص الذهبي بل لا يخلو منه كتاب يحكي هذه الحرب.
ب- حفصة بنت عمر بن الخطاب التي قدمها ابوها بعد طلاق زوجها لها الى ابي بكر فضحك ثم قدمها الى عثمان فضحك ثم قدمها الى الرسول فلم يجبه فارسلها الى بيت الرسول وقد كانت شريكة عائشة في المظاهرة ضد الرسول ونزلت في ذلك سورة التحريم. راجع في تفسير السورة البخاري وفي ظلال القرآن وغيرهما. وكانت تستهزء بأمير المؤمنين(ع) حين خرجت عائشة لمحاربته حتى دخلت أم كلثوم ابنته عليها ومعها صويحباتها يغنين فخجلن وانقطعن عن الكلام الفاحش على الإمام.
ج- ام حبيب بنت ابي سفيان التي دخل عليها ابوها المشرك وسحب مخدة الرسول اراد الجلوس عليها فمنعته احتراماً للرسول قائلة انت مشرك فلا تجلس على وسادة الرسول وتنجسها.
د- زينب بنت جحش الاسدية.
هـ- سودة بنت زمعة من بني اسد بن عبد العزى.
و- ميمونة بنت الحارث من بني هلال.
ز- صفية بنت حي بن اخطب التي طالما عيرتها حفصة وعائشة باليهودية لأنها من بني اسرائيل والرسول يدافع عنها.
ح- أم سلمة: التي خدمت الزهراء بنت الرسول عند زفافها وفي حياتها وعند غسلها وحضرتها في وفاتها وعلتها وربت أولادها وعندها القارورة التي هي علامة لقتل الحسين(ع) بانقلاب التراب الذي انقلب دماً عبيطاً وبكت على الحسين(ع) وشاركت أهل البيت في أحزانهم، وهي المخزومية.
ط- جويرية بنت الحارث هذه هن الزوجات اللواتي توفي الرسول عنهن ومارية القبطية التي كان الرسول يأكل عندها العسل فعيرته عائشة وحفصة بانهما يشمان من فمه ريح المغافير فحرم العسل على نفسه فنزلت آيات الترخيص:
[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ]
ومارية هي الوحيدة التي ولدت للرسول ولده إبراهيم. راجع ذلك في تفاسير سورة التحريم ومنها في ظلال القرآن والرازي والسيوطي وغيرها.
بعد السيدة خديجة الكبرى التي ولدت له القاسم والطاهر وثلاث بنات اكبرهن زينب وبعدها رقية وبعدها فاطمة الزهراء صلوات الله عليهن وعلى امهن.
وكانت له أسماء بنت النعمان قد خدعتها وعائشة بأن تقول للرسول حين يدخل عليها (أعوذ بالله منك) فقالت وهي لا تعرف معنى الكلام ففارقها الرسول لذلك. راجع مستدرك الحاكم ج4 ص37 وطبقات ابن سعد ج8 والاستيعاب والاصابة وغيرها.
وامرأة كندية فارقها ايضاً بسبب كيد ضرّتها.
وامرأة كلبية رأي فيها بياضاً أي برصاً وهو علامة لغضب الله ففارقها.
ثانياً: يحق له قبول المرأة بان تهب نفسها له وبدون مهر: قال الله تعالى: [وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا].
وحين وهبت نفسها للنبي وهو في حجرة حفصة قالت لها حفصة: ((ما أقل حياءك واجرأك وانهمك للرجال، فقال لها الرسول(ص): كفي عنها يا حفصة فانها خير منك رغبت في رسول الله(ص) فلمتيها وعبتيها ثم قال للمرأة انصرفي رحمك الله فقد اوجب الله لك الجنة لرغبتك فيّ وتعريضك بمحبتي وسروري وسيأتيك امري إن شاء الله فأنزل الله عز وجل [وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً] ... الى آخره فأحل الله عز وجل هبة المرأة نفسها لرسول الله(ص) ولا يحل ذلك لغيره)) عن الباقر(ع).
ثالثاً: وجوب تخييره لنسائه بين قبوله والبقاء معه أو مفارقته.
[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا] سورة الاحزاب، الآية 29.
رابعاً: تحريم عقد الاماء أي غير الحرات عليه نعم يصح له ان ينكحها بالملك فقد ملك مارية القبطية وقد اسلمت فاعتقها وتزوجها وكذا صفية كانت مشركة فملكها واسملت واعتقها وتزوجها.
واحتمل جواز هذه الامور لكل اوصياء الرسول المعصومين الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين لعدم التصريح بمنعهم.