أصل الخلقة ومراحلها:

[حكم - 1] إن الملاحدة وعلى رأسهم دارون يقولون إنّ أصل الإنسان من قرد وجاؤوا ببعض الصور لإنسان مشوه كما خلق الله تعالى كثيراً من الناس خصوصاً غير المتحضرين والذين يغلب الحر الشديد في مناطقهم وسموا بعض المشوهين نيادرتال ومشوهين آخرين سموهم جاوة ونسوا إنّ الله خلق الإنسان في أحسن تقويم وابتداء الخلق آدم النبي.

ب – وزعموا أن البشر تعلم العلوم بالصدفة وحَسَب الحاجة وهو خطأ مفضوح فإن الأنبياء وأولهم آدم علمهم الله الأسماء كلها أي العلوم التي يحتاج إليها الخلق وفوق كل ذي علم عليم وكتب السماء فيها تبيان كل شيء وفيها يفرق كل أمر حكيم.
ج- وزعم أهل الكتاب وتبعهم بعض المسلمين أنّ آدم زوَّج أبناءه من بناته وبسببها قتل قابيل هابيل وليس بصحيح.
وإنما خلق الله لأبناء آدم ستة من الحوريات ومنهن بدأت الذرية كما خلق لآدم أمنا حواء وان دعوى تزويج الأخ من أخته دعوى مجوسية يرفضها الخلق المستقيم.
وإنما كان نزاع قابيل على الخلافة بعد آدم إذ علم بأن آدم اختار هابيل خليفة له فزعم أنه ظالم وان الأمر منه وليس من الله.
فبين له أخوه هابيل إن القضية بأمر الله.
ودليل ذلك لنقرب قربانا ونرى من الذي يتقبل الله قربانه فأحس بانتصاره وحسده وقتله.
د- وزعم بعض المسلمين أن حواء خلقت من ضلع آدم وقد تساءل الإمام الصادق(ع) عن هذا الزعم قائلاً إنه كيف ينكح آدم بعضه بعضاً؟!
وإنما الصحيح ان الطين الذي جمع لخلق آدم قسم قسمين والقسم الذي في اليمين خلق منه آدم والذي في اليسار كانت حواء.
فكانت حواء من آدم وآدم من حواء قبل التجسيم والتكوين وبعث الروح.
هـ- وان كثيراً من المفسرين حين يأتون للآيات القائلة بخلق الإنسان من طين أو أنه من تراب يزعمون أنها مخصوصة بآدم وانه وحده الذي خلق من التراب والصحيح ان كل فرد من ذوات الأرواح خلقت من تراب بهذا التدريج:
1- وهو ان الله خلق الخلق في ظهر آدم على شكل ذر وقبل ان يودعهم في ظهره [وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى] قالها المؤمن طوعاً وقالها الكافر كرهاً وقد تنكر لها حين ولد في الحياة الدنيا.
2- ثم ان الله نقل هذا الذر في صلب كل رجل ذريته الى يوم القيامة أي في ظهره وفي ترائب كل مولودة أنثى ذريتها الى يوم القيامة أي في صدرها.
3- فحين يتزوج الرجل بالمرأة ويأكل من الزرع الذي هو من الأرض أي التراب يتكون نطفة في الرجل ويتحد مع الذر فينزل الى مقره وكذا يتكون نطفة في صدر المرأة ويتحد مع الذر الى المدخر فيها حتى ينزل الى رحمها ليتحد مع نطفة وذرة زوجها فيخلق جنيناً من التراب والذر حتى يولد وفي ظهره أو في صدرها لو كانت أنثى ذريتهما الى يوم القيامة وهكذا.
4- وهذا الذر والنطفة فد تكون مخلقة إذا تكونت جنيناً وقد تكون غير مخلقة فتقذف وتذهب هدراً.