بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ...بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد...
(ق): إذا ظن بعدد من الركعات بنى على الظن ولا حاجة للركعات بعد الصلاة وإن كان أحوط وأفضل لتحصيل اليقين بتمامية الصلاة كما إذا ظن بأنه صلى أربع ركعات فسلم صحت صلاته وإن أراد أن يأتي بركعة احتياط لإذهاب احتمال النقيصة فلا إشكال بل هو راجح لتحصيل اليقين (ق): المأموم هو الذي ينوي الجماعة ولا يشترط نية الإمام فلو نوى الشخص الإنفراد واقتدى به من خلفه بدون علمه صحت الجماعة لكن ثواب جماعة الإمامة لا يحصل إلا بالنية. ق): يجب حفظ كل وديعة بحسب موضع سلامتها فلا يضع الكتاب في الحمام وجرة الغاز في خزانة الملابس مثلاً ولو تلف أو عاب بالتفريط أو التعدي فهو ضامن ولو عابت مع الحفظ وعدم التفريط فلا يغرم وكذا لو انتزعها منه ظالم ولم يستطع دفعه. (ق): ما ليس له منفعة محللة مقصودة للعقلاء يحرم إسراف المال فيه (ق): الإيداع في صناديق التوفير وأخذ الربح جائز لأن الحكومة تتاجر بهذا المال والأحوط تخميس الزائد حين أخذه لأن في معاملات البنك حرام وحلال. (ق): إذا غاب الزوج حتى جهل خبره فإن كان ينفق عليها من ماله بالإرسال إليها أو ينفق عليها وليه، أو كانت مستغنية أو لم ترفع أمرها بقيت على زوجيته، وإن كانت فقيرة ولا ينفق عليها ورفعت أمرها فيؤجلها الحاكم أربع سنين ويأمر من يبحث عنه وبعد ذلك يطلقها الحاكم إن لم يطلقها الولي وتمسك عدة الوفاة فإن جاء الزوج بالمدة أو بالعدة فهو أحق بها وإن كملت العدة فهو خاطب من الخطاب لخروجها عنه.

 

 

 

وصيتي الى خطباء المنبر الحسيني

 

 

 

مما تعارف عند الشيعة والمحبين لأهل البيت من جميع المسلمين هو عقد مجالس ذكر مصائب النبي وأهل بيته الإثني عشر عليهم السلام أي مع الزهراء (ع) وبدون الحجة (ع) في مناسبات مقاتلهم.
والتأكيد على مصيبة الإمام الحسين (ع) بأسباب مفصّلة أوضحناها في كتابنا (في الشعائر الحسينية).
بل وزادوا أن يعقدوا مجلس الحسين (ع) حين موت شخص للثواب على روحه عدّة أيام وحين موته قبل دفنه على قبره وهذا كلّه مقبول مبرور عند الله تعالى.
قال الله تعالى((قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23))سورة الشورى.
وأي شيء أفضل من التودُّد إلى الشهداء على الناس يوم القيامة وأعظم الشفعاء فيها.
هذا ولكن من تمام الصلة بأهل البيت (ع) والدعوة إليهم هو بيان أهدافهم للناس من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان الأحكام وتفسير القرآن والإكثار من ذكر الأخلاق.
كما قال النبي  : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
وقال الإمام الحسين (ع): (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ولآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولى بالحق ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي).
فمن الخطأ الكبير أن يشتغل الخطباء بذكر المقتل فقط أو ذكر الولاية ويتركون الأهداف التي دعا إليها الأولياء عليهم السلام.

 

خلاصة وصيَّتي للخطباء الكرام:


اولا / أن يخلصوا لله ويقصدوا بخطبهم على الناس رضوان الله وصلة النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم.


ثانيا / أن يطالعوا ويدرسوا كثيراً وإلى آخر أعمارهم لتحسين خطبهم وإتقانها أكثر فأكثر وحتّى يكون مجلسهم مشحوناً ومشتملاً على كل شيء من العلم والفوائد ففيه تفسير ومسائل شرعيّة وأحاديث شريفة وقصص لطيفة وأشعار متقنة ويكون متهيئ لأناشيد الأفراح وأطوارها كما هو متهيئ للأحزان والمصائب.


ثالثا / أن يراعي كل مجلس بما يقتضيه، فإذا كان مجلسه من أهل العلم والدين فلا يسرد لهم عقاب الزناة والخمارين واللوَّاطين وإذا كان في المجلس فسقة وجهلة فلا يأتي لهم بمضحكات ونكات العاشقين والغزل وإنما ينذرهم من عذاب الله ويدعوهم للصلاة والعبادة ويدعوهم إلى الخير.
وإذا كان مجلس حزن فلا يأتي بالمضحكات والنكات، وإذا كان فرح وحفل وسرور فلا يأتي لهم بمكدِّرات.
وإذا كان في المجلس أغنياء مترفين وأشحاء بالمال على الفقراء والمشاريع فلا يأتي لهم بمحاسن الغنى والمال ولزوم حفظه، وعدم استحقاق بعض الفقراء، وإنما يدعوهم للإنفاق والميل إلى الزهد وعدم الاغترار بالدنيا وهكذا.


رابعا / أن يلاحظ جماليّة تعبيره ومقدار علو صوته، وحسن حركاته فلا إفراط بحيث يزعج الناس ولا تفريط بحيث لم يروا ولم يسمعوا حتّى يناموا ويغفلوا ولا يطيل بحيث يملوا ويقتصر حتّى يتلهفوا ويحرموا مما كانوا منتظرين.


خامسا / أن يختار لخطبته عنواناً واحداً يتحدَّث حوله حتّى النهاية.


سادسا / بالنسبة إلى المال إذا كان يريد المال لعيشه وضروراته لا يفرّط في حقّه بحيث يكون متسامحاً ويخجل من أخذ شيء يعيش فيه كأجرة لخطبه.
ولا يظلم الناس ويطلب منهم الأرقام الخياليّة بحيث يجزعوا من عقد المجالس ويملُّوا من طلب الخطباء وبالتالي إن الخطابة وظيفة شرعية وعمل عقلائي يبذل بإزائه المال ككل المنافع الدنيوية والأخروية.
والذي ينتقد الخطباء بأنهم يأخذون المال فهو ظالم خارج عن الحق الشرعي نعم النقد على الغلاء والطلب الكثير صحيح.
وأن يتقنوا قبل الابتلاء بسرد الآيات والأحاديث، علم النحو والصرف وما شابه لئلا يقروا الآية أو الحديث غلطاً أو يفسّروه مخالفاً لارتباطه في الجملة.

 

بعض قصص الخطباء:


القصة الاولى / صعد خطيب على منبر منصوب بالشارع العام في مناسبة يوم وفاة فاطمة الزهراء (ع)، والمجلس مشحون بالخمارين والقمارين والفاسقين الضاحكين على الخطباء وعلى المجالس ومن الأحزاب الكافرة المشككة بالله  والشيخ حقيقة كان مصداقاً جلياً لما يهزئون به ويضحكون عليه، فانه بدل أن يستغل الفرصة في الشارع العام لهداية هذه النفوس المتفرجة المريضة يهديها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر التوحيد وبقية أصول الدين والأخلاق فإنه بدأ واستمر بزعيق شديد مزعج، عن مقتل الزهراء وليس مفصّلاً للموضوع مفهماً للأحداث وإنما يلقي الأشعار ويكثر من الحواشي ويختم ذلك بصيحات مكررة لاطماً على رأسه قائلاً: ماتت فاطمة، ماتت فاطمة…


القصة الثانية / قام خطيب في حوالي ساعة كاملة وهو الظاهر أنه لم يحسن علم النحو والصرف فقرأ الآية غلطاً وفسّرها بحسب ذلك الغلط (وللآخرة خير لك من الأولى) قرأها (ولا الآخرة خير لك من الأولى).
ومعلوم أن لا نافية ولام التوكيد وليست نافية أي أن الآخرة خير من الأولى بينما الخطيب يأتي لهم بالشواهد الكثيرة على أن الأولى خير من الآخرة تابعاً لقراءته المغلوطة.


القصة الثالثة / قام خطيب وبصورة مفصّلة وسخيفة يثبت لهم أن محمداً كان ساحراً يريد أن يقول لهم أنه عظيم بأسلوبه وإنذاره وشديد التأثير بالنفوس فجاء بتعبير الكفار وظل يدور حوله حتّى شك الناس أن هذا كافر أم مسلم وماذا يعني ؟


القصة الرابعة / قام الخطيب وكان قد درس في المنطق أن الإنسان حيوان ناطق فجاء بذكر أحد الأئمة، وقال أنه حيوان ناطق، أي أراد أن يقول أنه من عظماء ما ينطبق عليه عنوان الناطقية والإنسانية فجاء بالجملة المنطقيّة كاملة فقام له مجموعة من الناس وأنزلوه من المنبر وطردوه.


القصة الخامسة / صعد خطيب المنبر في يوم مقتل مسلم بن عقيل (ع) وأراد أن يجعلها فجعة أكثر بأن لا يبدأ بالبسملة ولا بالكيفية الطبيعية، وإنما بدأ بعصبيّة وقبل أن يجلس على المنبر قائلاً: (طوعة تنادي على السطح وشها لكسيرة)، ويعني المرأة التي آوت مسلم في بيتها، فضحك الناس لهذا الأسلوب وخرب المجلس.


القصة السادسة / أحد الخطباء كان يبدأ كل مجلس بأحكام شرعية لكنه بأسلوب غير لائق ولا مفهوم للحاضرين، فانّه يسرد باباً من أبواب الفقه وبصورة سريعة محفوظة لديه، فلا تستطيع أن تلاحق كلماته وتركبها حتى تفهم ما يقول.


القصة السابعة / أحد الخطباء كان في مجالسه يحمل منديلاً أبيضاً براقاً ويمسح به مكرراً خدوده وحواجبه وشفتيه وحتى في أيام الحزن ومجالس العزاء فلا تعرف أنه عروس أو شيخ على المنبر.


القصة الثامنة / أحد الخطباء بقي عشرين سنة لا يدعوه الرجال لمجالسهم لأنه لم يحسن الأشعار ولا يعرف الحديث ولم يحسن النصوص، وإنما بقي أرخص خطيب من خطباء النسوان.


القصة التاسعة / أحد الخطباء كان لبقاً ذكيّاً متكلّماً كثيراً وحديثه مشوق لكنّه لم يؤدِّ آية أو حديثاً إلا خاطئاً بالنحو أو الصرف ومعلوم أن هذا لا يدعوه العلماء لمجالسهم وإنما يبقى في مجالس البسطاء مع حسن تعبيره ولباقته وأنه كلّما اشتهر أكثر سقط اعتباره أكثر، لأن المهم الذي يرفع الخطيب هو الأرضية المتينة وهو علم القواعد بالنحو والصرف واللغة.


القصة العاشرة / ومن الحوادث المشجعة على اتخاذ الخطابة الحسينية: أن المولى علي الأخوند (رح) رأى في الحلم أن القيامة قد قامت ورأى جماعتين أحدهما تحاسب وتنصرف سريعاً والأخرى يطول معها الحساب والموقف شديد الحر فتوجّه للمجموعة المسرعة فلما وصل دوره وإذا بالعباس (ع) يدلي للحسين بأعمال الرجل من الخطابة والخدمات والحسين (ع) يفرض درجته فيأخذه الملائكة إلى درجته في الجنّة، فقال العباس للمولى علي أن هذه مجموعة الخطباء وأنت من الفقهاء وحسابك عند الجماعة الأخرى جماعة الإمام الصادق (ع) ثم استيقظ من النوم فالتزم بالخطابة الحسينية بالإضافة إلى تدريسه الفقهي وحكى لطلابه ما رأى.

 

 

 

 

رجوع

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع اية الله العظمى السيد محمد علي الطباطبائي (دام ظله)ا