وتسمى التناسب والتوافق والائتلاف.
وهي الجمع بين أمرين أو أمور متناسبة لا على وجه التضاد وهو إما بين اثنين كقوله تعالى [وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ] (1).
أو بين أكثر نحو قوله تعالى [أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ](2).
ويلحق بها كل من بني على المناسبة في المعنى بين طرفي الكلام نحو قوله [لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ] فإن اللطيف يناسب عدم الإدراك والخبير يناسب الإدراك وكذا ما بني باعتبار معنى له غير المعنى المقصود في العبارة نحو [الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ] فإن النجم هنا بمعنى النبات فلا يناسب الشمس والقمر ولكنه يناسبهما لفظا وهذا إيهام التناسب عكس ما قلنا في الطباق وكقول الشاعر:
كان الثريا علقت في جبينها والطل في سلك الغضون كلؤلؤ والطير يقرأ والغدير صحيفة |
وفي نحرها الشعرى وفي خدها القمر رطب يصافحه النسيم فيسقط والريح تكتب والغمام ينقط. |