حكم- من مستحباته ما يلي ببعض الفروق بين صلاة الرجل والمرأة:
حكم- يستحب في السجود ارغام الانف يعني وضع شيء تحت الانف يمسه بالاضافة الى المساجد السبعة الواجبة كما مر في حديث حماد ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة.
حكم- التورك هو انه يجلس على فخذه (وركه) ويجمع رجليه جانباً والافضل انهما في جانبه اليمين وجلوسه على الجانب اليسار, كما في رواية ابي بصير عن ابي عبد الله (ع): (اذا جلست في الصلاة فلا تجلس على يمينك واجلس على يسارك)(1), وعن سعيد بن عبد الله انه قال لجعفر بن محمد (ع) اني اصلي في المسجد الحرام فاقعد على رجلي اليسرى من اجل الندى؟ فقال (ع): (اقعد على اليتك وان كنت في الطين)(2).
حكم- يكره الاقعاد وهي مثل جلسة الكلب بان يجلس على إلييه ويرفع رجليه او ينحني ويعتمد علي يديه رافعاً جثته فوق قدميه والقدمان مرفوعان وهكذا كلما يكون بدنه اعلى فهو مكروه وكلما كان اوطأ كان افضل.
حكم- جلسة الاستراحة هو الجلوس بين السجدتين وقد مر تفصيله ولا شك بوجوبه والآخر هو الجلوس بعد السجدتين وقبل القيام ما بين الركعة الاولى والثانية وبين الثالثة والرابعة حيث لم يكن فيهما تشهد, فقد روي (جلسة الاستراحة وقار الصلاة فمن تركها فقد اهان الصلاة), وعن الاصبغ بن نباته: كان أمير المؤمنين (ع) اذا رفع رأسه من السجود قعد حتى يطمئن ثم يقوم فقيل له يا أمير المؤمنين كان من قبلك ابو بكر وعمر اذا رفعوا رؤسهم من السجود نهضوا على صدور اقدامهم كما تنهض الابل؟ فقال امير المؤمنين (ع): (انما يفعل ذلك اهل الجفاء من الناس اذ هذا من توفير الصلاة)(3).
حكم- هذا دستور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي بن ابي طالب (ع) وسار على ذلك الائمة (ع) من بعدهما واقتدى بهم شيعتهم, واما خطوط بني أمية فقد غيروا وبدلوا تبعاً لهؤلاء الخلفاء وتبعاً لبني أمية وبقية السلاطين الظلمة والمخالفين لله ورسوله ولأهل بيته وبتقريرات وفتاوى العلماء المبتدعين المرتبطين بالخلفاء والملوك من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والى هذا اليوم, ذكر البخاري عن انس قال: ما اعرف شيئاً مما كان على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قيل والصلاة؟ قال اليس ضيعتم ما ضيعتم فيها.
وعن الزهري(4) قال: دخلت على انس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك؟ فقال: لا اعرف شيئاً مما ادركت الا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت(5), وقال الاصحاب المخالفون لعلي (ع) عن مطرف بن عبد الله قال صليت خلف علي بن ابي طالب رضي الله عنه انا وعمران بن حصين فكان اذا سجد كبر واذا رفع رأسه كبر واذا نهض من الركعتين كبر فلما قضى الصلاة اخذ بيدي عمران بن حصين فقال قد ذكرني هذا صلاة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)او قال لقد صلى بنا صلاة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم),انا اقول وآله وسلم(6), تساءل معي فاين كانت صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في عهد الخلفاء الثلاثة حتى تذكر الاصحاب صلاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من صلاة علي (ع)؟!!
وتعال معي الى بدعة اخرى لعينة للخلفاء اتبعهم المسلمون وتركوا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي من اشهر البدع, وهي اسقاط (حي على خير العمل) في الاذان والاقامة, فان عمر صرح بفعلته وصرح بمخالفته امر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اذ قال على المنبر: (ايها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انا أنهى عنهن واصرحهن واعاقب عليهن وهي متعة النساء ومتعة الحج وحي على خير العمل)(7).
واما في مصادرنا عن ابي بصير عن احدهما (الصادقين) H قال: (ان بلال كان عبداً صالحاً فقال لا اؤذن لأحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فترك يومئذ حي على خير العمل)(8).
وعن العلل عن ابن ابي عمير انه سأل ابا الحسن (ع) عن حي على خير العمل لم تركت من الاذان؟ قال (ع): (تريد العلة الظاهرة او الباطنة؟) قلت: اريدهما جميعاً, فقال (ع): (اما العلة الظاهرة فلئلا يدع الناس الجهاد اتكالاً على الصلاة, واما الباطنة فان خير العمل الولاية فاراد من امر بترك حي على خير العمل من الاذان ان لا يقع حث عليها والدعاء لها)(9).
أقول الا يحاكم هذا المبتدع المتجرئ على الله ورسوله واتباعه انه في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت اشرس واقوى الحروب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين وكانت الشريعة شرعت على خير العمل ولم يتقاعس المجاهدون على الجهاد والمنافقون الذين فروا بالحروب وعلى رأسهم الثلاثة اذ لم يسجل لهم التاريخ قتل كافر ومشرك واحد وثانياً: على فرض التنزل وقبول الكذبة بانه قصد الامر بالجهاد, فلما استمر المسلمون على ترك سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى آخر الزمان بعدما انتهى عهد عمر تركت لاجل الجهاد؟
وتذكر ايضاً ان ابا هريرة يقول حين صليت خلف علي تذكرت صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
حكم- روى بن هلال قال: شكوت الى ابي عبد الله (ع) تفرق اموالنا وما دخل علينا؟ فقال (ع): (عليك بالدعاء وانت ساجد فان اقرب ما يكون العبد الى الله وهو ساجد) قال: قلت فادعو في الفريضة واسمي حاجتي؟ فقال (ع): (نعم قد فعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدعى على قوم باسمائهم واسماء ابائهم وفعل علي (ع) بعده)(13), وعن علي بن جعفر عن أخيه موسى (ع) قال سألته عن الرجل يقول في صلاته: اللهم رد عليَّ مالي وولدي هل يقطع ذلك صلاته؟ قال (ع): (لا يفعل ذلك احب إليَّ)(14), وعن زيد الشحام عن ابي جعفر (ع) قال (ع): (ادع في طلب الرزق في المكتوبة وانت ساجد: يا خير المسؤلين ويا خير المعطين ارزقني وارزق عيالي من فضلك فانك ذو الفضل العظيم)(15), وهذه الادعية وغيرها تعارف بين الشيعة من قديم الزمان ان يقولوها في السجدة الاخيرة ومما يدعون غالباً (يا ولي العافية اسألك العافية عافية الدنيا والآخرة بمحمد وآله الطاهرين) وانا ادعو بدعاء آخر وهو: (يا لطيف أرحم عبدك الضعيف), [لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 87 فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ88](16).
حكم- الحلبي عن ابي عبد الله (ع) قال: سألت أيمسح الرجل جبهته في الصلاة اذ لصق بها التراب؟ فقال (ع): (نعم قد كان ابو جعفر (ع) بمسح جبهته في الصلاة اذا لصق بها التراب)(17), وعن علي بن بجيل قال: رأيت جعفر بن محمد كلما سجد فرفع رأسه أخذ الحصى من جبهته فوضعه على الارض(18).
حكم- عن الحلبي عن ابي عبد الله (ع) قال: (اذا سجد الرجل ثم اراد ان ينهض فلا يعجن بيديه في الارض ولكن يبسط كفيه من غير ان يضع مقعدته على الارض)(19) وابي بصير عنه (ع) قال: اذا سجدت فابسط كفيك على الارض(20).
حكم- الاثر في الجبهة والنور في الوجه من كثرة السجود مخلصاً لله تعالى وليس تعمد السجود على الحجر الخشن ولا مسح الجبهة بالحجر كالمخبول كما رأيت رجلاً يفعل ذلك كلما يسجد ففي الخبر ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نهى اصابه ان يسجدوا على الارض ان يسجدوا على الاحجار الخشنة حتى يشوهوا وجوههم وآنافهم, واما بسبب كثرة السجود فقد روي ان زين العابدين سمي ذا الثفنات لانه يقطع ثفناته من جبهته لكثرة السجود والثفنات هو اللحم التدلي والمتيبس الذي يحدث بسبب كثرة السجود(21) الخبر بالمعنى عن الامام الباقر (ع).
وعن ابي جعفر (ع) قال: (ان أبي علي بن الحسين H كان اثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك)(22), وعن الفضل انه دخل على ابي الحسن موسى بن جعفر (ع) قال: فاذا انا بغلام اسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه من كثرة سجوده.
حكم- روى زيد الشحام عن ابي عبد الله (ع) قال: سمعته يقول: (أحب الاعمال الى الله عز وجل الصلاة وهي آخر وصايا الانبياء فما احسن الرجل يغتسل او يوضأ فيسبغ الوضوء ثم يتنحى حيث لا يراه انيس فيشرف الله عليه وهو راكع او ساجد, ان العبد اذا سجد فاطال السجود نادى أبليس يا ويلي: اطاعلوا وعصيت وسجدوا وابيت)(23), وعن حفص بن غياث قال: رأيت ابا عبد الله (ع) يتخلل بساتين الكوفة فانتهى الى نخلة متوضأ عندها ثم ركع وسجد فاحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة ثم استند الى النخلة فدعا بدعوات ثم قال: (يا حفص انها النخلة التي قال الله لمريم [وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا25])(24).
حكم- بالاضافة الى ما قلناه من مستحبات السجود والركوع والقراءة من المستحب المؤكد في كل قراءة وذكر وتسبيح التفكر بمعاني ما يقول ومعرفة مقصوده وهذا خصوصاً للعلماء وطلاب العلم.